شاهدت منذ أيام الحوار الذي أجراه الحبيب جغام قبل سنوات مع الروائي الراحل حنة مينة فتذكرت الوجوه والأسماء التي مرت من التلفزة التونسية من المثقفين والجامعيين منذ بداية التلفزة كفرحات الدشراوي وجعفر ماجد و عروسية النالوتي و سمير العيادي ومحمد العوني وفرج شوشان وعبد الرؤوف الباسطي و آدم فتحي وحسن بن عثمان وغيرهم من الذين أغنوا ذاكرة التلفزة ببرامج فكرية وأدبية وسينمائيةوموسيقية ومسرحية مثل مصطفى نقبو وعبدالعزيز المحرزي وخالد التلاتلي الى ان تحولت فيه التلفزة الوطنية بقناتيها الى صحراء قاحلة من كل ماهو فكري أو ادبي أو ثقافي إذا أستثنينا البرنامج اليتيم جمهورية الثقافة الذي أصبح يبث آخر الليل تقريبا وكأنه برنامج غير مرغوب فيه . إن غياب البرامج الثقافية على الرغم من تكلفتها المحدودة قياسا ببرامج اخرى يؤكد حقيقة ما نعيشه منذ سبع سنوات من مناخ "الحرية " و"الثورة " فأي حرية لا تحتضن الثقافة وأي ثورة تعادي الفكر والإبداع ؟! لا شيء يترجم وضعنا الإعلامي والثقافي بل السياسي اليوم أكثر من الصحراء الثقافية التي نعيشها في الإعلام العمومي والخاص السمعي البصري خاصة بما في ذلك إذاعة تونس الثقافية التي يكاد يختطفها السياسيون في الوقت الذي كان فيه من المفروض أن تكون ثقافية كما تأسست ! كم تحتاج تلفزتنا الوطنية الى برامج ثقافية جادة في زمن الانحطاط الذي نعيشه !