الكتاب وما أدراك مالكتاب بعد عزّه ودلاله بعد أن كان سلطانا للجلسات الأدبية والابداعيّة بعد أن كان غذاء النفوس والأرواح جاء زمن جعلوه بضاعة خاسرة لا معنى لها وحضورها غير مرغوب فيه انه هذا الزمن زمن حزّمني يا زمن تدوير الأحزمة وتشطيح وتسطيح العقل فقبل سنوات كان الكتاب له هيبة وله وقار وسلطة ويعمل بأعماله ويجمع القلوب في جلسات رائعة وفي التلفزة تحديدا كان الكتاب له باع وذراع له جمهوره وله من يتابع أخباره ففي تلفزتنا التونسية وهي تلفزة واحدة وقتها كان المثقف فرج شوشان يقدّم حلقات من برنامجه المبدع كتاب مفتوح وكان يتحفنا بأسماء ابداعيّة كثيرة ونذكر أننا استمتعنا بحلقة مشهودة قدّم فيها الشاعر الراحل الكبير نزار قبّاني ونذكر أيضا وليد التليلي المنشّط الراقي الذي جاء ببرنامج ثقافيّ يعنى بالكتاب وهو بالتعاون مع الشاعر آدم فتحي يا حسرة يا زمان ولا ننسى أيضا الشاعر محمد العوني الذي أدلى بدلوه في المجال الثقافي والفكري بحصّة حواريّة ممتعة كما أنّ المنشّط البديع حاتم بن عمارة استطاع بذكائه أن يدخل الشعر في منوعة السبت فابتكر مسابقة شعرية ضمن منوعته يشارك فيها الجمهور ويكون الابداع حاضرا وقد نجح في اقتلاع اعجاب المشاهدين هذه فكرة عن البرامج التي اعتنت بالكتاب واليوم أصبح المنشّط يخجل من تقديم كتاب مبدع في حين أنه من ناحية أخرى يسعى الى استضافة الشطاحين والشطاحات..