واشنطن (وكالات) أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن ممثلين عن الإدارة الأمريكية عقدوا منذ العام الماضي سلسلة لقاءات سرية مع ضباط متمردين فنزويليين لبحث خيارات الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته اول أمس، نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تُسمِّهم وقائد عسكري فنزويلي شارك في المحادثات السرية، أن الضباط المتمردين سبق أن طلبوا الاتصال مع واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن دون تلقي أي رد. لكن الأمور تغيرت في عهد خلف أوباما، دونالد ترومب، لا سيما بعد تصريحاته في أوت العام الماضي حول إمكانية اللجوء إلى السيناريو العسكري ضد الحكومة الفنزويلية، ما رأى فيه الضباط المتمردون رسالة موجهة إليهم. وفي سلسلة اجتماعات سرية انطلقت في خريف العام الماضي في دول ثالثة واستمرت في العام الجاري، أبلغ الضباط الإدارة الأمريكية بنيتهم تدبير انقلاب ضد مادورو من أجل تشكيل «حكومة تقليدية«. وطلب المتمردون من واشنطن تزويدهم بأجهزة اتصالات مشفرة، لكن الإدارة الأمريكية امتنعت عن تقديم أي دعم مادي إليهم، ثم باء مخططهم بالفشل بعد أن طالت حملة اعتقالات عشرات المتورطين فيه. وأكد قيادي عسكري فنزويلي سابق للصحيفة أن المتمردين كانوا يخططون لتدبير الانقلاب في مارس الماضي، ثم في 20 ماي الماضي بالتزامن مع انتخابات الرئاسة، لكن التسريبات جعلتهم يمتنعون عن ذلك. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن أحد الضباط المشاركين في المفاوضات كان من العسكريين الفنزويليين المدرجين على قائمة العقوبات الأمريكية. ونجا مادورو في الرابع من أوت الماضي من محاولة اغتيال باستخدام الطائرات المسيرة أثناء مشاركته في فعالية بالعاصمة كاراكاس. واتهم الرئيس الفنزويلي الولاياتالمتحدة وكولومبيا وأعداءه في الداخل بتنفيذ العملية، لكن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون أكد «عدم تورط الحكومة الأمريكية» في الحادثة. وفي أوت2017، ذكرت تقارير إعلامية أن ترومب طرح فكرة اجتياح فنزويلا عسكريا. وفي الفترة ذاتها، أعلن الرئيس الأمريكي أنه لن يستبعد «الخيار العسكري» لإنهاء الفوضى في فنزويلا. وكانت الخارجية الأمريكية قد فرضت في الآونة الأخيرة عقوبات اقتصادية عدة على إدارة الرئيس الفنزويلي مادورو، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، الأمر الذي أدى إلى تفجر احتجاجات عنيفة.