بأعصاب من حديد يَستعدّ الترجي الرياضي للقمّة المُرتقبة ضدّ النجم السّاحلي في إطار الدّور ربع النهائي لرابطة أبطال افريقيا ويُعلّق أبناء بن يحيى آمالا عريضة على هذا "الكَلاسيكو" لمُداواة الجُرح العربي ومُصالحة الجمهور "الثَائر" على الجَميع. ومن المعروف أن الشطر الأوّل من هذا الصراع القوي سيدور يوم 15 سبتمبر في رادس أمّا الجزء الثاني من هذا الصِّدام فإنه سَيُجرى في أولمبي سوسة وذلك يوم 21 من الشّهر المذكور. بن صغير يستفيد استغل الترجي الرياضي توقّف نشاط البطولة المحلية بسبب التزامات المنتخب في التصفيات الافريقية لإجراء مُواجهة ودية من الوزن الخفيف حفاظا على نسق المقابلات ومن أجل تجريب بعض الحلول البديلة. هذا اللّقاء كان ضدّ قربة وقد احتضنه ملعب المنزه أمّا نتيجته فقد آلت لفائدة الترجيين المُنتصرين بهدفين لهدف وجاءت ثنائية نادي "باب سويقة" عن طريق ماهر بن صغير الذي استفاد بشكل جيّد من هذه المباراة. ومن المعلوم أن بن صغير يواجه انتقادات لاذعة لفشله في تقديم اضافات كبيرة في المنطقة الأمامية رغم أن الإجماع حاصل حول مؤهلاته الفنية العريضة. ومن المؤكد أن هذه الثنائية ستعود على صاحبها بالنفع وقد "تُحرّره" ليستفيق من غفوته وينشغل بالميدان لا بالمشاكل الجانبية والاعتراض في الكواليس على مدربه بحجّة أنه "يتعسّف" عليه ويَهضم حقوقه المشروعة في اللّعب بصفة دائمة. تحت الاختبار يبذل الإطار الفني للجمعية قصارى جهده لحلّ مُعضلة الدفاع الذي تعزّز في لقاء قربة بالعنصر الجديد – القديم محمّد علي اليعقوبي وقد كانت الفرصة ملائمة للوقوف على استعداداته الحقيقية ليقتلع مكانا في الخط الخلفي. وقد يكون اليعقوبي من الأوراق الرابحة لتجاوز عائق الدفاع الذي سيستفيد حتما من اتساع الخيارات في ظل تأهيل اليعقوبي وجاهزية شمّام ومحمود والذوادي وسينضاف إليهم المشاني الذي سينافس بدوره على مقعد دائم في التشكيلة الأساسية وذلك بعد أن تغيّب لفترة طويلة بفعل الإصابة. لاعب آخر وضعه بن يحيى تحت الاختبار بمناسبة مباراة قربة وهو الوافد الجديد وائل العربي الذي قد يوفّر حلولا اضافية في المنطقة الأمامية هذا طبعا على صعيد المنافسات المحلية بما أن اللاعب غير مؤهل قانونيا لخوض المُغامرة القارية. الجانب المعنوي حرص رئيس الجمعية حمدي المدب على دعم الإطار الفني وشحذ همم اللاعبين المُنهارين بفعل الخروج المبكّر والصّادم من سباق البطولة العربية علاوة على المُعاناة الكبيرة في المسابقة القارية. ومن الواضح أن كل الفاعلين في مركب المرحوم حسان بلخوجة على يقين بأن الفريق يعيش مرحلة دقيقة جدا ما يتطلّب وقفة حازمة للقضاء على الشك الذي تسلّل إلى شق كبير من الجماهير الصفراء والحمراء. والآمال معقودة على الإطار الفني و"الكَوارجية" لردّ الفعل بقوة في لقاء "الكلاسيكو" الذي قد يُغيّر أوضاع الفريق من النقيض إلى النقيض. ذلك أن انتزاع بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي لرابطة الأبطال سيضاعف الحظوظ الترجية في استعادة الزعامة القارية وهي المطلب الأوّل للجماهير الصّفراء والحمراء.