رَغم التّعب النّاجم عن اللّعب على عدّة واجهات فإن شيخ الأندية التونسية يستعدّ لمُغامرته العربية بتركيز عال وإصرار كبير خاصّة أنّه صاحب اللّقب ما يُحمّله مسؤولية اضافية للدّفاع عن تاجه. ويتأهّب نادي "باب سويقة" إلى مُلاقاة الاتّحاد الاسكندري يوم غد في رادس بداية من الثامنة ليلا وذلك في إطار إياب الدور السادس عشر للبطولة العربية التي غَنم منها الترجي في الموسم الفارط أكثر من ستة مليارات علاوة على إثراء خزائنه بلقب عربي جديد. الحُظوظ الترجية تبدو كبيرة في لقاء الأشقاء خاصّة بعد التعادل الايجابي في مصر وكان سفير الكرة التونسية قد فرض التعادل على الاتحاديين بفضل هدف بلال الماجري ردّا على هدف الايفواري "رزاق سيسي" الذي لفت الأنظار مع الاتحاد الاسكندري بعد أن كان قد مرّ بجانب الحدث في صفوف الزمالك وهو سيناريو شبيه بما حصل لمنصر الذي تألق في الاسكندرية ولم يَقدر على الإقلاع في "باب سويقة". دعم الجمهور تَتواصل اليوم وغدا عملية بيع التذاكر الخاصّة بلقاء البطولة العربية وذلك في شبابيك الحديقة "ب" وملعب المنزه ويراهن أهل الدار كثيرا على دعم الجماهير الصّفراء والحمراء لتنتزع الجمعية بطاقة التأهل إلى الدور القادم ولتؤكد أنها ستنافس بشراسة على كلّ المسابقات رغم وجود العديد من الهنّات. وتتراوح أسعار التذاكر كما هو معروف بين 10 و15 و25 و35 دينارا وقد تمّ أيضا الحدّ من القيود المفروضة على الأحباء الذين لا يتجاوز سنّهم ال 18 عاما حيث سيكون بوسع هذه الفئة العُمرية الدخول شرط اقتطاع تذاكرهم واصطحاب أوليائهم. هذا الاجراء التَنظيمي قد يُدرجه البعض ضمن "أنصاف الحلول" ومع ذلك فإنّه قد يُساهم في الرفع من عدد الحاضرين والأهمّ من ذلك أن استقطاب الأطفال "الصّغار" والمُراهقين من شأنه أن يُعيد ولو بصفة تدريجية هذه الفئة العُمرية إلى أجواء المقابلات الرياضية بعد أن كادت تَنفض يديها من التمتّع بهذا الامتياز في تونس ما بعد "الثّورة". مُعضلة الهجوم في الوقت الذي يبذل فيه الإطار الفني قُصارى جُهده لإصلاح الدفاع يظهر اشكال آخر يتعلّق بالنجاعة الهجومية. ذلك أن الجمعية عجزت عن التهديف أمام الأهلي المصري في رادس وصام الفريق عن التسجيل كذلك في لقاء "غَابرون" وبين المُواجهتين لم تَقدر الأقدام الترجية على التحرّك في مباراة تطاوين إلاّ في مُناسبتين. الجيّد في هذه "الأزمة" أن فريق بن يحيى يَصنع الكثير من الفرص التهديفية لكنها تفتقر إلى اللّمسة الأخيرة. ويتحمّل "الكَوارجية" ومدربهم مسؤولية تواصل مسلسل الفرص الضائعة بما أن زملاء الحنيسي تفنّنوا في إهدار عدّة أهداف بفعل ضُعف التركيز وسوء التقدير أمام شباك الخصوم ولاشك في أن لقطة البدري في مباراة "تَاونشيب" تُغني عن كلّ تعليق. و"تُورّط" الاحصائيات بدورها اللاعبين حيث تشير الأرقام المُتعلّقة بلقاء بوتسوانا أن أبناء بن يحيى قذفوا الكرة نحو مرمى "تَاونشيب" في 12 مناسبة وهو معدّل جيّد قابله اخفاق ذريع في عدد التصويبات المُؤطرة (3 فحسب). وَتَكمن مسؤولية الإطار الفني في تحسين المردودية الهجومية أثناء التحضيرات مع العمل على استعادة النجاعة المعهودة في الكرات الثابتة وهي من "الأسلحة" القوية التي خسرتها الجمعية في الفترة الأخيرة حتى أنك لا تكاد تَعثر على هدف يَتيم سجّله النادي من مُخالفة أوركنية طيلة دور المجموعات لرابطة أبطال افريقيا. اتّساع الخَيارات من المنتظر أن تُصبح الخيارات البشرية المُتاحة للإطار الفني أكبر أوأوسع في ظل الجاهزية الكبيرة التي أظهرتها العناصر الاحتياطية مثل بن محمّد والمسكيني والجريدي علاوة على تأهيل غالبية المُنتدبين والمُصابين مثل محمّد علي اليعقوبي ووائل العربي ويوسف البلايلي وبلال الماجري. وقد أصبح اللاعب الجديد - القديم للفريق محمّد علي اليعقوبي في أوج الجاهزية لينافس على مكان في المنطقة الدفاعية كما تخلّص الثنائي البلايلي والماجري من الأوجاع ليدخلا في حِسابات المدرب هذا في الوقت الذي قد تَتأخر فيه عودة المشاني لبعض الوقت. ومن المؤكد أنّه سيكون من المُتراهنين الأشداء على مقعد في محور الدفاع وذلك بمجرّد أن يَتعافى كُليا من الاصابة التي أبعدت أيضا الشعلالي والمباركي عن التشكيلة التي استغناء فيها عن خدمات هذا الثنائي المَهاري في الجهة اليمنى وخط الوسط. أحلام مصرية اعترف المدير الفني للإتّحاد الاسكندري محمّد عمر بالقوة الترجية مُعتبرا أن سفير الكرة التونسية من الجمعيات الكَبيرة والتي تتمتّع بتقاليد عريقة في المراهنة على البطولات والكؤوس المحلية والدولية علاوة على امتلاكه لعدّة عناصر دولية وأسماء مَهارية ما يُعقّد مَهمّة الاتحاديين في مواجهة الغد في رادس. وأكد محمّد عمر في الوقت نفسه أن ثقته عالية في مؤهلات ناديه لتقديم أداء غزير أمام الترجي ولم لا الظفر ببطاقة العبور في رادس بالذات. ومن حقّ محمّد عمر طبعا أن يحلم و"يستفز" كما يشاء إلى حين إجراء هذا اللّقاء العربي في الميدان وهو الفيصل بين القول والفعل.