من لقاء تطاوين في رادس إلى مُواجهة «تَاونشيب» في «غَابرون» تَغيّر المكان والإطار لكن بقي الأداء العام للترجيين على حاله ولا جديد يُذكر غير التعادل الأبيض والتألق اللافت لبعض العناصر الاحتياطية التي أعاد بن يحيى اكتشاف مؤهلاتها الفنية في هذه المباراة القارية والتي كانت نتيجتها «شبه شكلية» بما أن الجمعية ضَمنت العبور إلى الدور ربع النهائي وكان الجميع على يقين بأن مركز الريادة سيكون من نَصيب «الأهلاوية» رغم كل المشاكل التي اعترضتهم أمام الأوغنديين في جولة أمس الأوّل. تحقّق المُهمّ في انتظار الأهم قد يقول البعض إن الترجي خسر الصدارة بملء إرادته بعد الهزيمة أمام الأهلي في رادس ليتنازل بذلك أبناء بن يحيى عن بعض الامتيازات المُهمّة كالتواجد في المستوى الأول أثناء عملية القرعة المُرتقبة يوم 3 سبتمبر علاوة على خوض مباراة الاياب داخل الديار. والحقيقة أن مثل هذه المكاسب قد تكون مُهمّة جماهيريا ومعنويا لكنها غير مُؤثرة بالشكل الذي يتصوّره الكثيرون خاصة أن الجمعيات المُترشحة إلى الدور ربع النهائي تتمتّع كلّها أوجلّها بمؤهلات كبيرة كما أن مسألة إجراء مُواجهات الاياب داخل القواعد لا تمنح دائما الأفضلية لصاحب الأرض والجمهور والترجي سيّد العارفين بهذا الأمر حتّى أنه نجح في أكثر من مناسبة في ايقاف «الماكينة» «الأهلاوية» في مصر لكنّه ينهار أمام الخصم عينه في تونس. وقد أنجز الترجي المطلوب بعد الترشح إلى الدور ربع النهائي في انتظار الأهمّ وهو تحسين الأداء وكسب الرهان في بقية المشوار القاري. بن محمّد والمسكيني يُقنعان في ظلّ الغيابات المُسجلة بفعل الاصابات والاجراءات «الحِمائية» لبعض المُهدّدين بالعقوبات التأديبية مثل «كُوم» وشمّام و»كُوليبالي» كانت الفرصة مُناسبة لتشريك عدّة أسماء احتياطية في مواجهة «تَاونيشيب» البوتسواني. وقد تركت عدة عناصر انطباعات جيّدة في صفوف المحبين والمُتابعين كما هو شأن أيمن بن محمّد الذي قدّم أداءً غزيرا في الجهة اليسرى وأظهر بن محمّد روحا انتصارية عالية وقُدرة فائقة على المُزاوجة بين التغطية الدفاعية والمُعاضدة الهجومية وذلك على عكس زميله في الخانة اليمنى. والكلام عن الدربالي الذي كان مُرتبكا و»مُتثاقلا» ولم يقم بأشياء تستحق الذكر بإستثناء التمريرة المُمتازة التي منحها للبدري في الدقائق الأخيرة من اللقاء غير أن لاعب المنتخب أهدرها بطريقة عجيبة وعلى مسافة قصيرة من الشباك البوتسوانية. لاعب آخر أقنع وهو «الجُوكار» أمين المسكيني الذي ظهر ليلة أمس الأول في خطته «القديمة» في وسط الميدان بعد أن كان قد حقّق الامتياز أيضا في خطّته البديلة كظهير أيمن وذلك في مباراة «كامبالا سيتي» هُناك في أوغندا. ولا شك في أن ظهور الجريدي في المرمى والرجايبي في المنطقة الأمامية يؤكد أيضا أن الخيارات ستكون أوسع مستقبلا خاصّة بعد تأهيل المُصابين وبقية المُنتدبين. دون المأمول استعاد الخنيسي حاسّته التهديفية في لقاء تطاوين واسترجع علاوة على ذلك مكانه في المنتخب الوطني. وبناء عليه فقد دخل طه لقاء «تَاونشيب» بمعنويات مرتفعة وكان من المفروض أن يكون ناجعا في المنطقة الأمامية مثله مثل البدري الطامح إلى الانتفاض بعد فترة من الفراغ. وقد خَيّب هذا الثنائي الدولي الآمال الترجية وأخفقا اخفاقا ذريعا في التسجيل رغم حصولهما على فرص واضحة لهزّ شباك «تَاونشيب». والحديث عن المردود الباهت للخنيسي والبدري وهما من العناصر المُؤثّرة في التشكيلة الصفراء والحمراء يُحيلنا إلى موضوع الأداء الفردي للعديد من الأسماء الترجية المُطالبة بتحمّل مسؤولياتها وتحسين «انتاجيتها» خاصّة أن المرحلة المُقبلة ستكون صَعبة وسيحتاج خلالها الفريق إلى كلّ امكاناته الجَماعية والفردية. وَنبقى مع الفرديات لنشير إلى أن تأثير يوسف البلايلي واضح وجلي في أداء «المَاكينة» الترجية ولاحظ الجميع أن غيابه يَحدّ من خطورة النادي في المنطقة الأمامية ويأمل أهل الدار أن تَقتفي بقية الأسماء المهارية أثره وترتقي بأدائها لإحداث الفارق والكلام أساسا عن البدري وبقير والخنيسي ومنصر وبن صغير... انطلاق التحضيرات للمواجهة العربية يُغلق الترجي ولو إلى حين صفحة رابطة الأبطال ليستعدّ لمغامرة أخرى مُهمّة وهي البطولة العربية. ومن المعروف أن شيخ الأندية التونسية يستضيف يوم الأحد القادم الاتحاد الاسكندري في إطار إيّاب الدور السّادس عشر للمسابقة الاقليمية. وكان نادي «باب سويقة» قد تعادل في مصر بهدف لمثله وهو ما يُرجّح كفّته من الناحية المنطقية ليقتلع تأشيرة العبور هذا طبعا بعد أن يتّخذ كل الاحتياطات الضرورية لتجاوز «فخّ» الاتحاديين القادمين إلى تونس ب 22 لاعبا وب»أطماع» كبيرة لإحداث «المُفاجأة» والإطاحة بحامل التاج العربي. ومن جهتها، انطلقت لجنة التنظيم في الاستعداد لهذا الموعد العربي حيث تحصّلت الجمعية على التراخيص الأمنية لترويج 30 ألف تذكرة مع السماح للأحباء الذين لم تَتجاوز أعمارهم ال18 عاما بالدّخول. هذا وستضع لجنة التنظيم برئاسة محمد الشيخ تذاكر اللقاء على ذمّة الجماهير الصفراء والحمراء في شبابيك الحديقة يومي الجمعة والسبت وستكون التذاكر مُتوفّرة أيضا في شبابيك المنزه يومي السبت والأحد أمّا الأسعار فإنّها تتراوح بين 10 و15 و25 و35 دينارا.