يُجري المنتخب الوطني اليوم آخر الحصص التدريبية قبل أن يتزوّد غدا بتاريخه الكبير ويطير نحو سوازيلاند بحثا عن فوز جديد يُعزّز به «النسور» موقعهم في صدارة مجموعتهم وذلك بعد أن كانت عناصرنا الدُولية قد استهلت تصفيات الكأس الافريقية بإنتصار ثمين على حساب مصر. اختبار سوازيلاند سيكون الأوّل في مشوار مدرّبنا الجديد - القديم فوزي البنزرتي الحالم بتحقيق انطلاقة مثالية تُنسينا خيبة المونديال وتَمنحنا الأمل في غد أفضل. لقاء سوازيلاند سيدور كما هو معروف يوم الأحد القادم بصافرة الحكم الأثيوبي «باملاك تيسيما» الذي سعيطي إشارة الانطلاق في حدود الثانية بعد الزوال بتوقيت تونس. حقّ المنتخب تخلّف كريم العريبي عن معسكر «النسور» ليتمّ تعويضه بلاعب النادي البنزرتي زياد العونلي الذي يعرف أجواء المنتخب. ومن باب الدفاع عن حقوق وهيبة المنتخب سيقع التحقيق في ملف «مُحترفنا» في «هيلاس فيرونا» الايطالي وتؤكد مصادرنا أن الجامعة ستحرص على التدقيق في الأسباب التي حالت دون التحاق العريبي بالمنتخب خاصة أن تخلّفه عن رحلة سوازيلاند فتح باب التأويلات على مصراعيه. ومن المعلوم أن اللاعب كان قد عبّر عن استيائه الشديد بعد أن أقصاه المدرب السابق نبيل معلول من القائمة المُونديالية. والأمل كلّه أن يكون التحقيق في هذا الملف جادّا وشفّافا وليس مجرّد ذرّ للرّماد في العيون. والمسؤولية مُلقاة على المشرفين على المنتخب الأوّل وعلى الإطار الطبي للتأكد من «ادّعاءات» اللاعب الذي قد يقول البعض إنه غاب لدواع صحية في الوقت الذي يشير فيه البعض الآخر إلى أنه تخلّف عن أداء الواجب الوطني لأسباب شخصية. وبعيدا عن أجواء «التحقيقات» لا بدّ من التأكيد أن العريبي هو «ضحية» من «ضحايا» «العهد السابق» شأنه شأن الحرباوي الذي اعتذر عن القدوم بفعل المُخلّفات السلبية لإبعاده «المُتعمّد» من المونديال. المجموعة كاملة التحقت جميع العناصر الدولية بتربّص المنتخب الذي يتدرب في أجواء مُمتازة خاصة أن قدوم البنزرتي من شأنه أن يحرّر الأقدام ويُعيد ل «الكوارجية» ثقتهم في امكاناتهم بعد مَوجة الانتقادات التي تلت مشاركتنا المُونديالية الفاشلة. عناية خاصّة كان علي معلول من أكبر المتضرّرين في المونديال بعد أن ورّطه المدرب مع الجمهور وظهر مُحترف الأهلي بأداء باهت في نهائيات روسيا خاصة أنه لم يكن في أتمّ جاهزيته البدنية والفنية. وقد واجه معلول «عاصفة» من الانتقادات بل أنه أصبح مَصدرا للتندّر لدى البعض خاصّة بعد الخُماسية البلجيكية. هذا قبل أن يسترجع ثقته في امكاناته بصفة تدريجية ويطرق من جديد باب المنتخب. وقد حظي علي بعناية مشدّدة من البنزرتي الحريص على «إنقاذه» من الشك ليقينه بأن هذا اللاعب قيمة ثابتة ومن المستحيل أن يتحوّل بين عشية وضُحاها من عنصر فعّال إلى «كوارجي» متواضع الامكانات ومحدود المؤهلات. وسيكون معلول في تحدّ كبير ليسترجع ودّ الجمهور التونسي بعد أن يكسب المنافسة مع زميله في الجهة اليسرى أسامة الحدادي الذي تألق بشكل لافت مع «ديجون». ونبقى مع معلول لنشير إلى أن الأهلي يسعى إلى التكفّل بتأمين عودته من سوازيلاند إلى القاهرة لتأهيله بسرعة ليكون في تشكيلة ناديه ولاشك في أن هذا الإجراء على بساطته يُبرز أهمية اللاعب في ميزان فريق القرن الذي تشير الاحصائيات إلى أن لاعبنا الدولي صنع له 20 هدفا في 60 مباراة هذا طبعا دون احتساب الأهداف التي سجّلها معلول. لماذا «الويكلو»؟ بعد رحيل معلول الذي كانت له عدّة مشاكل مع الجمهور ساد الاعتقاد بأن الجامعة سترفع «الحظر» عن الأحباء ليواكبوا تمارين منتخبهم ويلتحموا بعناصرنا الدولية من أجل توفير الدعم المعنوي. وقد خابت التوقّعات بما أن الجامعة خَفّفت الاجراءات الأمنية لكنّها لم تُلغ «الويكلو» وهو ما أثار عدّة استفسارات. البعض قد يَلتمس الأعذار للبنزرتي الباحث عن أعلى درجات التركيز في هذه الفترة المُهمّة من التحضيرات لكن البعض الآخر قد يبرّر هذا الإجراء التنظيمي ب»مَخاوف» الجامعة من فئة من الجماهير التي لم تنس بعد خيبة المُونديال.