في إطار التَفاعل مع انتصار «النّسور» في سوازيلاند أكد عدد من الفنيين في حَديثهم مع «الشروق» أن الفريق الوطني أنجز المُهمّ بعد أن رجع بثلاث نقاط تَضمن له تَحصين موقعه في الصدارة علاوة على قطع خطوة عملاقة على درب العبور إلى النهائيات الافريقية. وفي المُقابل يُشدّد الفنيون على ضرورة القيام بإصلاحات كبيرة للإرتقاء بالأداء إلى المُستوى المأمول خاصّة على صعيد «المَنظومة» الدفاعية التي مازالت تُعاني. خالد التواتي: تصرّف غريب «ذهب المنتخب إلى سوازيلاند من أجل غاية واضحة وهي الخروج بنقاط الفوز لمواصلة الانفراد بصدارة مجموعته والتقدّم أكثر نحو النهائيات الافريقية. وقد قام المنتخب بالمطلوب وفاز بهدفين وهو ما سيمنح «النسور» جُرعة معنوية مُهمّة خاصّة بعد الاخفاق في المونديال والتغيير الحاصل على مستوى الإطار الفني من خلال تعويض معلول بالبنزرتي. وبعيدا عن النتيجة من الضروري اتّخاذ جملة من القرارات وإجراء عدة تحويرات لتطوير الأداء وأظن أن الإطار الفني أمام حتمية التعامل بصرامة كبيرة مع اللاعبين ليظهروا بروح انتصارية عالية ويتخلّصوا من لُعبة «الحسابات». فقد لاحظت شخصيا أن «الكَوارجية» بادروا بتسجيل هدفين في مرمى سوازيلاند ثمّ تعمّدوا مُجاراة اللقاء والاقتصاد في مجهوداتهم بدل الإصرار على تحقيق فوز ساحق وربّما تاريخي على حساب هذا المنافس الضعيف والذي كانت مصر قد أمطرت شباكه منذ سنوات قليلة بعشرة أهداف. ومن الضروري مُراجعة الدفاع الذي يُعاني بسبب المردود المتواضع لصيام بن يوسف ولابدّ أيضا من «انصاف» بعض اللاعبين المُتألقين والقادرين على صُنع الفارق كما هو شأن الصّرارفي». أحمد بورشادة: مسؤولية الحارس والمدافعين «نجح فريقنا في تحقيق الفوز وهو ما سينعكس بالإيجاب على أجواء «النسور» خاصّة بعد خيبة المونديال. و الأكيد أن الانتصار أهم بكثير من اللعب الاستعراضي لكن «التَراخي» الذي أظهره اللاعبون بعد ثنائية الخنيسي والسليتي غير مفهوم . كما وقعت عناصرنا الدولية في هفوات فادحة على مستوى الدفاع ما يستوجب تدخّلات عاجلة وأؤمن شخصيا أن إصلاح الخط الخَلفي يرتكز بالأساس على التَناغم بين حارس المرمى وثنائي المحور. ولا جدال حول الامكانات العريضة لبن مصطفى الذي كان من المفروض أن يكون الحارس الأوّل للمنتخب من زمان لو أنه آمن أكثر بمؤهلاته وسعى إلى تطوير قُدراته ليكون صمّام الأمان في التشكيلة التونسية التي يحتاج مدافعوها إلى عمل خاصّ لتحسين مَردوديتهم». عمر الجبالي الدفاع هشّ والاصلاح ضروري «المدرب فوزي البنزرتي تسلم مقاليد المنتخب في ظرف وجيز قبل خوض اول لقاء رسمي له كما انه لم يجد خيارات كثيرة على مستوى الرصيد البشري بإعتبار ان البطولة المحلية مضا على انطلاقها جولتان فقط وبالتالي كان هدف الاطار الفني الاساسي الانتصار بقطع النظر عن الأداء للحفاظ على صدارة المجموعة. البنزرتي اعتمد على نفس التركيبة التي كانت على ذمة المدرب السابق نبيل معلول والتي شاركت في المونديال وبالتالي سيكون عليه في الفترة المقبلة اعادة النظر في اختيار اللاعبين والبحث عن عناصر جديدة مع التركيز على حسن اختيار المحليين. الدفاع لم يكن في افضل حالاته وارتكب عديد الاخطاء التي كادت تمنح الفريق المنافس فرصة تسجيل اهداف وهي نفس الاخطاء التي ارتكبها المدافعون في المونديال وذلك راجع الى طبيعة اللاعبين الذين يعانون من نفس الخلل حتى مع فرقهم وهو ما يستدعي ضرورة الاصلاح على اسس صحيحة وحسن الانتقاء مستقبلا حتى يكون للمنتخب وجه مغاير في نهائيات البطولة الافريقية والتي تبقى رهانا كبيرا لكل التونسيين لنسيان خيبة المونديال». منذر الكبيّر: تألق الصرارفي وبن مصطفى والبنزرتي مطالب بالمحافظة على النفس الهجومي «قدّم منتخبنا مردودا متميزا خاصة في الشوط الاول وتقدموا لمناطق المنافس وضغطوا عليه وأظهر اللاعبون رغبة ملحّة في الانتصار وهو ما مكنهم من تسجيل هدفين، لكن تلك الرغبة التي برزت في الشوط الاول غابت عن اللاعبين في الفترة الثانية من اللقاء وهو ما جعل المنافس يسترجع ثقته ويسيطر على مجريات اللعب ولو لا تواضع امكاناته لمثّل خطرا على دفاع منتخبنا وبالتالي يجب ان يحافظ المنتخب مستقبلا على نفس النسق البدني وخاصة على مستوى الكتلة الهجومية. عموما يمكن القول ان الحارس فاروق بن مصطفى اظهر استعدادا كبيرا وكان حاسما في الانتصار الذي حققه المنتخب وكذلك الشاب بسام الصرارفي الذي اثبت مرة اخرى انه قادر على افادة المنتخب. على مستوى الدفاع لاحظنا عودة النقاز مكان براون الذي لعب في المونديال الى جانب تواصل الاعتماد على الثنائي صيام بن يوسف ومرياح وهما يمثلان افضل لاعبي المحور في المجموعة المتوفرة حاليا، لكن سمة الخط الخلفي انه يصعد كثيرا للمساندة الهجومية وهو ما يسمح بترك مساحات للمنافس يمكن ان يستغلها على افضل حال ولذلك على اللاعبين و الاطار الفني تجنب الاستعراض وبالتالي لا بد من وجود لاعب وسط ميدان دفاعي من الطراز العالي يمكنه القيام بالتغطية عند الضرورة. المطلوب من المدرب فوزي البنزرتي في الفترة المقبلة هو المحافظة على التمشي الهجومي للمنتخب والانسجام بين اللاعبين ويمكن القول ان منتخبنا يسير على خطى ثابتة وسيتمكن من فرض كلمته افريقيا مع عودة المساكني .»