الشروق مكتب الساحل: ومع استمرار هذه الاحتجاجات التي طالت مناطق دار بلواعر والصفحة والذهايبية وكندار وشط مريم وغيرها أشرف والي سوسة عادل الشليوي أمس على جلسة عمل استثنائية خصصت للنظر في الموضوع وذلك بحضور المعتمد الأول والكاتب العام للولاية وكذلك المدير الجهوي للنقل ورئيس الغرفة النقابية لقطاع التاكسي الجماعي التابعة للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وممثل منظمة الدفاع عن المستهلك، وتم الاتفاق خلالها على إرجاء العمل بالتعريفة الجديدة إلى حين النظر فيها بجلسة يوم غد الجمعة 14 سبتمبر الجاري بحضور جميع الأطراف المعنية. هذا الإجراء لم يطفئ نار غضب المحتجين الذين يعانون الأمرّين جراء النقص الفادح في وسائل النقل وضعف البنية التحتية بشكل يجعل من غير الممكن برمجة سفرات للحافلات في اتجاه هذه المناطق ومنها مناطق باتت شبه معزولة. وقال لطفي وناس، من أهالي منطقة الصفحة التابعة لمعتمدية بوفيشة إنّ هذه المنطقة معزولة ويعاني أهلها الفقر والتهميش، وقد عبّروا عن غضبهم بعد أن فوجئوا بارتفاع تسعيرة النقل من 600 مليم إلى دينار واحد، وهو ما اعتبروه أمرا مجحفا بل مخالفا لما تم الاتفاق عليه. وأشار معتمد بوفيشة سمير الحاج نصر إلى القرار الصادر عن وزارة النقل في جويلية الماضي لمراجعة تعريفة النقل الجماعي والنقل الريفي، وهي زيادة مبوّبة حسب المسافات (من 0 إلى 5 كلم ومن 5 إلى 9 كلم ومن 9 إلى 15 كلم ومن 15 كلم فما فوق) وأوضح أنّه تم الاتفاق على العودة إلى العمل بالتعريفة القديمة إلى حين مراجعة هذا الإجراء بحضور مختلف الأطراف المعنية. وحسب ما تم التوصل إليه في اتفاق الزيادة الذي يفترض أن يكون قد بدأ مفعوله مطلع جويلية الماضي على الزيادة بنسبة 13 % مع اعتماد التدرج بالكيلومترات، وقد استند أصحاب سيارات النقل الريفي أو معظمهم إلى المعطى الثاني وتعددت «اجتهاداتهم» حتى وصلت الزيادة إلى نسبة 40 % وهو ما أثار حفيظة مستعملي وسائل النقل هذه. ولا تقتصر أسباب الاحتجاج على الزيادة فحسب، بل أيضا على مستوى الخدمات والنقل الحاصل في عدد سيارات النقل الريفي، وقال خميس جسن، وهو أحد سكان المناطق المجاورة للنفيضة إنه فضلا عن هذه الزيادة المجحفة وغير المستساغة يعاني أهالي المناطق الريفية النائية نقصا فادحا في وسائل التنقل وضعفا في البنية التحتية، فالطرق والأنهج غير معبّدة وكثير من المناطق لا يمكن الوصول إليها إلا سيرا على الأقدام. واضاف «مطلبنا اليوم أن تلتفت السلط الجهوية إلى هذه المنطقة وأن تتعهد بتنميتها والنظر في إمكانية برمجة سفرة بواسطة الحافلة.»