19,1 هومعدل نسبة الأمية في تونس و75 مليون هوعدد الأميين العرب حصيلة ما جاء في لقاء علمي انعقد صباح امس الخميس بمقر الألكسو حول الإستراتيجية الوطنية للحد من الأمية تحت عنوان «تحدي القرائية مسؤولية مجتمعية» بحضور عدد من الجامعيين العرب. تونس (الشروق) وانعقد هذا اللقاء ببادرة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»و بالشراكة مع وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية احتفالا باليوم العالمي لمحو الأمية الموافق ل 8 سبتمبر من كل سنة. ويأتي ذلك في اطار السعي الى الإسهام في تحديد جذور مشكلة الأمية في الدول العربية وبيان مظاهرها والبحث عن حلول ناجعة لها باعتبار ان الحق في التعليم هو من الحقوق الأساسية التي أكدت عليها جميع مواثيق حقوق الإنسان الدولية . وقد افتتح التظاهرة نيابة عن المدير العام للالكسو الدكتور سعود هلال الحربي و الدكتور لطوف مدير إدارة التربية في الالكسو. وقدمت كلمة الدكتور لطوف عرضا عن دور الالكسو في تفعيل الاستراتيجية العربية لمكافحة الامية التي تضخم عدد ضحاياها وأصبح يناهز ثلث المواطنين العرب. وقدم مستشار وزير الشؤون الاجتماعية في الجمهورية التونسية احمد القابسي نيابة عن الوزير محمد الطرابلسي مداخلة منهجية حول استراتيجية مكافحة الامية عربيا وتونسيا. وقدم الخبير هشام بن عبده مدير إدارة محو الامية في وزارة الشوون الاجتماعية محاضرة مطولة عن نسب الامية في الجمهورية وطنيا وجهويا. وكشفت الوزارة ان نسبة الأمية بلغت 19,1 بالمائة سنة 2017 مقارنة ب 18 بالمائة سنة 2014 و هورقم مفزع مقارنة ببعض البلدان الأخرى التي سلكت أشواطا كبيرة نحوالحد من الأمية في مجتمعاتها. ثم فتح باب النقاش العام فتدخل عدد من خبراء التربية والتعليم من تونس وعدد من الدول العربية وقدموا توصيات بترفيع الدعم المالي والعلمي والاعلامي عربيا من اجل رفع الامية وتنويع أساليب مواجهة هذه المعضلة التي توشك ان تستفحل بسبب انتشار الحروب والنزاعات في عدة دول عربية. التوترات السياسية من بين الأسباب وأكد الهاشمي العرضاوي ممثلا عن ادارة التربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للشروق ان مشكل الأمية يحتاج الى مزيد التنسيق والتعاون والشراكات لان عدد الأميين في الدول العربية مازال مرتفعا مقارنة بدول العالم مضيفا ان عدد الأميين في العالم العربي ارتفع نتيجة النزاعات والحروب التي تمر بها بعض الدول وكذلك نتيجة التعثر في تنفيذ البرامج والإستراتيجيّات المخصصة لهذا الموضوع. ..» يقول الهاشمي العرضاوي ان المنظمة العربية للثقافة والعلوم تعيد تذكير الجميع بضرورة ايجاد حلول مستدامة لهذا المشكل ومن ذلك تجديد البرامج واعتماد مقاربة متعددة الأبعاد لأن التعليم ليس مسؤولية وزارة فقط وانما هي مسؤولية المجتمع ولابد ان يتعاون الجميع لإيجاد حلول فالمقاربة التي يتحدث عنها العالم اليوم هي قطاعات الفلاحة والصناعة والجانب الإجتماعي ايضا وتوظيف التكنولوجيا لضمان التعليم الجيد والمنصف مدى الحياة لأن بالتعليم يغير الواقع الاقتصادي والاجتماعي. ..» على حد تعبيره من جهة اخرى ذكر الهاشمي العرضاوي ان المنظمة العربية تنشر بالتنسيق مع معهد اليونسكوللإحصاء ارقاما من ذلك اننا نتحدث اليوم عن 75 مليون مواطن عربي يعاني من الأمية كما قدم وزير الشؤون الاجتماعية رقما مفزعا وهو ان نسبة الأمية حسب المعهد بلغت 19,1 بالمائة اي ان 1/5 من السكان التونسيين اميون وهذا رقم كبير والدولة التونسية واعية بذلك حسب محدثنا مضيفا " منذ الاستقلال وضعت الدولة خطة للحد من الأمية التي بلغت سنوات الستينات والسبعينات 23 ٪ ثم شهدت تحسنا فتراجعا من جديد." من جهة اخرى كشف عدد من المتدخلين حسب آخر الدراسات أن 21 بالمائة من الرجال العرب أميون وأن نسبة الأمية في صفوف الفتيات في المرحلة العمرية من 15 إلى 24 سنة ارتفعت في معظم الدول العربية، بينما تزايد عدد الأميين في الدول العربية من 50 مليونا سنة 1970 إلى 75 مليونا سنة 2018 وذلك بالنسبة للمتراوحة أعمارهم بين 15و45 سنة. خبراء يحذرون ويطرحون الحلول وحذر الخبراء من ارتفاع عدد «الأميين المقنعين»، الذين يقرؤون نصوصا عادية لكنهم غير قادرين على كتابة خطابات أوأوراق عمل دون مساندة، وإذا أخذ هؤلاء بعين الاعتبار فسيرتفع عدد الأميين في الوطن العربي إلى أكثر من 100 مليون وإلى أكثر من 45 بالمائة من المواطنين في بعض الدول العربية. وعن اسباب ارتفاع نسبة الأمية في الدول العربية قدم المتدخلون مجموعة من العناصر ومن بينها النموالديمغرافي المتسارع وعدم القدرة على تطبيق قانون إلزامية التعليم و ضعف التمويلات المرصودة للقطاع وعدم مواكبة برامج محوالأمية التطور المعرفي والتقني على المستوى العالمي، ايضا التوتر السياسي والحروب التي شهدتها بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة. وخلص المتدخلون الى مجموعة من الحلول للحد من ظاهرة الأمية منها تطبيق إلزامية التعليم ودعم ديمقراطية التعليم وضمان تكافؤ الفرص في النفاذ الى تعليم جيد ومقاومة التسرب المدرسي وتطوير برامج تعليمية فاعلة للأميين من كبار السن وتشجيعهم على الانخراط فيها ونشر الوعي بأهمية التعليم، واستلهام تجارب الدول التي استطاعت التغلب على الأمية الى جانب الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي لمواجهة هذه الظاهرة عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة وشبكة الانترنات لتقديم برامج يستفيد منها الأميون والأميات.