أنيقة في حضورها الركحي... متواضعة... عاشقة لعملها التلفزيوني الى حدّ العبادة... مؤمنة بما تقدمه.. ترفض النمطية وتؤمن أنه لا مكان في الحياة للمترددين.. المتلكئين. العمل عندها حركة وبحث وتجديد وتطوّر وتطوير وإضافة. هادئة... واثقة من نفسها، دقيقة في اختياراتها مفعمة بالتفاؤل وكل معاني الجمال في الوجود. هي نعيمة بن عمار الوجه الذي يصافحنا أسبوعيا على الوطنية 2 من خلال «كواليس». كيف كانت بداية الرحلة مع التلفزة التونسية؟ لعبت الصدفة دورا كبيرا في التحاقي بالتلفزة التونسية حيث تلقيت دعوة للمشاركة في مناظرة اختيار وجوه تلفزيونية جديدة وتقدمت وكسبت الرهان. من كان الى جانبك في عملية الاختبار؟ أذكر عفاف الغربي وحاتم بن عمارة وغيرهما كثير من الذين استحضرهم الآن. وانطلقت المسيرة؟ نعم... انطلقت المسيرة ببطء اعتبارا لالتزاماتي الدراسية في الجامعة حيث كان اهتمامي موزعا بين الدراسة وضرورة النجاح فيها والعمل التلفزيوني. بدايتك كانت مع قناة 21؟ لم يكن الأمر كذلك بدايتي كانت مع القناة الاولى من خلال برنامج «لحن ومعنى» مع الراحل أحمد عيسى ثم جاءت تجربة قناة 21 التي قدمت فيها عديد البرامج منها «ما وراء الأضواء» و«صيف المهرجانات» و«استوديو 2000». وتواصلت التجربة مع قناة 21؟ نعم... لكن توقفت لفترة أعتبرها هامة ومتميزة واستثنائية في مسيرتي بالتحاقي بقناة ART وهي تجربة أعتبرها محطة مضيئة في مسيرتي قدمت خلالها ونشطت عديد البرامج والمنوعات والحفلات الفنية الكبرى.. تواصلت التجربة بعد ان تغيّرت ART الى روتانا. وهزّك الحنين الى التلفزة التونسية؟ فعلا هزّني الحنين الى التلفزة الوطنية بقراري العودة الى حضنها الدافئ.. عدت أكثر شوقا الى قناة 21 وقدمت «سهر وسمر» ثم في 2009 النشرة اليومية للمهرجانات و«خلف الأضواء» وحاليا وبعد ان أصبحت تحمل (الوطنية 2) أقدم بحبّ وسعادة وإيمان «كواليس» وقبلها قدمت عديد المحطات منها «نورتونا» و«ويكاندماغ» وغيرها من المحطات التي أعتزّ بها. «كواليس» برنامجك الاسبوعي على الوطنية 2.. هل يمكن الحديث عن بعض خصوصياته التي ينفرد بها؟ شعار «كواليس» المواكبة الميدانية للاحداث الثقافية بعيدا عن النمطية والصور الجامدة... لذا تراني حريصة على «اصطياد» كل جديد ومواكبته من خلال الغوض في تفاصيله بدرجة أولى... إني أعيش متعة وجدانية عند مواكبة المراحل الأولى لإنتاج أي عمل فني جديد على اعتبار انني أرفض الروتينية وأرفض تقديم المحنّط من الأعمال. مثل هذا الرهان يتطلّب جهدا كبيرا ومثابرة وطول نفس؟ أنا واعية بمثل هذا الأمر... ومتعتي الكبيرة في كل ما أقدمه في «كواليس». من يحدّد مضمون «كواليس»؟ أشرف على كل التفاصيل لذا تراني حريصة على أن تكون كل حلقة في أبهى صورة متجددة ومتحركة من ذلك لا وجود (للبلاي باك) في «كواليس». لا توجد خطوط حمراء في «كواليس»؟ هناك حدّ أدنى من الجودة الابداعية لا مجال للتنازل عنه.. ارفض الإثارة ولا أسمح بالتحريض أو تهجم فنان على زميل له... «كواليس» لا مكان فيه لتصفية الحسابات الشخصية... والبرنامج منفتح على كل المبدعين شرط توفر الانتاج الجديد والجيّد.. وهو منفتح على كل الأجيال الابداعية لإيماني الكبير بضرورة التواصل بين مختلف الأجيال. هناك من يتصل بك طالبا منك المشاركة وحضور برنامجك؟ نعم.. تقبلين هذه الطلبات؟ ليست كلها. هذا يعني أنك رفضت البعض من هذه الطلبات؟ نعم... على اعتبار انها لا تستجيب لفلسفة البرنامج التي تعتمد الحركية والتجديد والإضافة والارتقاء بالذائقة نحو الأفضل والأرقى والأجمل. سعيدة ب «كواليس»؟ فعلا... «كواليس» منّي وإليّ. لم تندمي على اختيارك العمل التلفزيوني؟ التلفزة علّمتني الكثير وكشفت لي مواطن جميلة في الحياة والعمل وأنا مدينة للتلفزة الوطنية بما حققته الى حد الآن، فالإدارة العامة لم تبخل عليّ بالتشجيع والاحترام وهو ما مثّل لي حافزا على مزيد المثابرة في مناخ اجتماعي سليم، فالتلفزة الوطنية منحتني فرصة وحرية التعبير عن ذاتي وتحقيق أحلامي المهنية بكل حبّ وتفاؤل... واليوم نعيمة بن عمار تعمل بجدّ وفي مناخ سليم وسعي دائم لتحقيق الاضافة الهادفة للمشاهد التونسي، وأؤكد مرة أخرى أن نعيمة بن عمار لا تقدّم عملا ليست مقتنعة به. ترفضني الاملاءات؟ نعم... لا أقبل الاملاءات لكن في المقابل أقبل النقاش الهادئ.. ألا تخافين البقاء «سجينة» برنامج «كواليس»؟ لقد سبق أن قدمت عديد المنوعات والبرامج ك «نورتونا» لذا لا تراني «سجينة» برنامج واحد كما سبقت الاشارة الى ذلك أؤمن بالعمل الميداني الذي فيه حركة ومتابعة لكل جديد.. وقد قدمت مشروع برنامج جديد للشبكة الجديدة سأكشف عنه في الوقت المناسب بعد موافقة الادارة العامة للتلفزة عليه. هل هناك قرارات ندمت على اتخاذها؟ لم يحدث أن أتخذت قرارا ندمت عليه .. على اعتبار أنني أتعامل بكل هدوء وروية ودراسة للأمر قبل الحسم. لا مجال للتراجع في قرار تم اتخاذه؟ كل قراراتي تتم عن روية وتأنّ هل من السهل كسب صداقتك؟ الى حدّ ما على اعتبار انني عفوية وأتعامل ببساطة مع محيطي.. تؤمنين بالحظ؟ نعم لكن لا للاعتماد الكلي عليه... لابدّ من العمل بجدية. أنت محظوظة؟ الى حدّ ما من هو صديقك؟ شقيقتي حفظها الله محيطك العائلي كيف هي العلاقة؟ متينة وممتعة مشجعة على مزيد البذل لكسب المزيد من النجاح ماهي أسعد لحظة في حياتك؟ اللمة العائلية تعرضت للظلم؟ نعم... في الكثير من المواقف وماهي ردّة فعلك؟ التغاطي والترفع على اعتبار أنني متصالحة مع ذاتي أغنية ترددينها دائما؟ بيحسدوني لجورج وسوف حكمة تؤمنين بها؟ اتق شر من أحسنت اليه رسالة لمن توجهيها وماذا تكتبين فيها؟ أوجه رسالة حبّ وتقدير واحترام الى كل من ساند نعيمة بن عمار في مسيرتها المهنية والفضل لمؤسسة التلفزة الوطنية التي منحتني من خلال مسؤوليها الثقة ووفرت لي المناخ السليم للعمل الجاد.