في الوقت الذي كان فيه الجمهور العريض للترجي يشعر بالقلق والضّيق انتفض فريق بن يحيى وخرج بفوز مُستحقّ على حساب النّجم في نطاق ذهاب الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال الافريقية. هذا الانتصار أعاد ل «المكشخين» الأمل وأطفأ إلى حدّ ما نِيران الغضب المُلتهبة منذ الانسحاب المُدوّي في البطولة العربية ولاشك في أنّ الإطاحة بالنّجم ستساهم في نسيان جُرح الاتّحاد الاسكندري ومن شأنها أيضا أن تجعل الجمعية تستعدّ للشّطر الثاني من «الكلاسيكو» في أجواء طيّبة. فرحة عَارمة 25 ألف «مكشّخ» (منهم 8 آلاف مُشترك) زحفوا إلى ملعب رادس ليدفعوا الجمعية نحو الانتصار وقد كان أبناء بن يحيى في مستوى التطلّعات ورفضوا أن تخرج تلك الآلاف المُؤلفة من الميدان بحسرة كبيرة كما حصل أمام الأهلي في رابطة الأبطال والاتحاد الاسكندري في البطولة العربية. وقد كانت أفراح الجماهير الصّفراء والحمراء عارمة بعد الفوز المُثير على النجم الساحلي وهو مكسب مُهمّ من الناحيتين المعنوية والحِسابية هذا في انتظار التأكيد في مباراة العودة في سوسة. جماهير الترجي احتفلت بهذا الانتصار في «الفيراج» الذي استعاد رَونقه المُميّز بعد رفع القيود عن روّاده. وقد تَواصل «الكَرنفال» الأصفر والأحمر في مُحيط رادس وعلى طول الطّرق المُتفرّعة عنه. وتنتظر الجماهير الترجية بفارغ الصّبر لقاء الجمعة القادم لتحقيق نتيجة ايجابية يَبصم بفضلها الفريق على وثيقة التأهل إلى المربّع الذهبي لتكتمل بذلك أفراح الأنصار. ارتياح كبير عاشت الهيئة المديرة للترجي مثلها مثل الإطار الفني ضُغوطات رهيبة في الفترة الأخيرة وقد جاء الفوز على النّجم السّاحلي ليمنح مكتب حمدي المدب جُرعة مَعنوية تُساعده على مُجابهة الصّعوبات وتدفعه لبذل مجهودات اضافية لإنجاز الوعد الأهمّ وتحقيق الحلم الأكبر وهو القبض على رابطة الأبطال الافريقية للمرّة الثالثة في تاريخ الجمعية. عزيمة اللاّعبين ولمسة بن يحيى شَهد جلّ المتابعين بأن الترجي الرياضي كان الأجدر بالانتصار خاصّة في ظلّ الأداء الغزير للاعبين والتفوّق التكتيكي الواضح لخالد بن يحيى على حساب زميله شهاب اللّيلي. لاعبو الترجي واجهوا النّجم بروح انتصارية عالية ونَفّذوا بنجاح «الطّبخة» الفنية التي أعدّها بن يحيى لوضع قَدم في المُربّع الذهبي في انتظار الحسم في الايّاب. ترجي بن يحيى تعامل بشكل جيّد مع اللّقاء وكان الأفضل من حيث صِناعة اللّعب وخَلق الفرص التَهديفية والجَاهزية البَدنية وكذلك الإصرار الشديد على الفوز. ومن جهته، نجح بن يحيى في التصرّف بذكاء عال وهدوء كبير مع لقاء «الكلاسيكو» وكانت التحويرات التي قام نَاجعة بشهادة المُتابعين. وبالتوازي مع التَوفيق في التغييرات أثناء المباراة أنجز بن يحيى نصف «ثَورة» في الحديقة «ب» بعد أن سَحب الثّقة من بن شريفية وراهن على الجريدي الذي قام بالمطلوب أمام النّجم خاصّة عندما تصدّى للتسديدة «الصَاروخية» لفراس بلعربي. ولم يكتف خالد برفع «الحَصانة» عن بن شريفية بل أنّه كسر أيضا شوكة «كُوليبالي» وبادر بن يحيى بتعويض لاعبه الايفواري بالشعلالي وقد كان هذا التَعديل صَائبا ليجد «فُوسيني» نفسه في موقف مُحرج خاصّة أنه احتجّ على الخروج رغم أنّه قدّم مردودا باهتا وأضاع هدفا مُحقّقا. ولم يسلم البلايلي بدوره من «ثَورة» بن يحيى الذي أغضبه أداء يوسف خاصّة أنّ الإطار الفني كان يُعلّق آمالا عريضة على النجم الجزائري لإحداث الفارق عبر لمسته الفنية. وقد ساهم البلايلي في صُنع الهدف الثاني بفضل تمريرته الذكية للدربالي لكن مردوده لم يرتق إلى المستوى المنشود على امتداد المباراة. الاحصائيات تثبت أفضلية الترجي أظهرت الاحصائيات الخاصّة بلقاء «الكلاسيكو» التفوّق الواضح للترجي على عدّة مستويات. عدد التسديدات: 17 للترجي و8 للنجم التسديدات المُؤطرة: 4 للترجي و3 للنّجم نسبة امتلاك الكرة: 64 بالمائة للترجي مقابل 36 بالمائة للنجم التمريرات: 402 للترجي و232 للنجم نسبة التمريرات الدقيقة: 77 بالمائة للترجي و65 بالمائة للنّجم عدد الركنيات: 7 للترجي و0 للنجم