رغم الفوز المهم الذي حققه ليلة أمس الترجي الرياضي التونسي على حساب نادي كامبالا سيتي المتواضع،فإن السواد الأعظم من المكشخين لم يفرحوا بما حققته مجموعة خالد بن يحيى بما أن مباراة الأمس جاءت لتقيم الدليل على أن النسخة الحالية للفريق وإن لم يتم تدعيمها في أقرب وقت فإنها لم تكون قادرة على تحقيق تطلعات الأحباء في موسم استثنائي بكل المقاييس كيف لا ونادي باب سويقة سيطفئ فيه شمعته المائة. أداء متواضع لأغلب عناصر الفريق مع أخطاء بدائية لرباعي الخلفي ومردود مهزوز لحارس المرمى معز بن شريفة واختيارات فنية غير مفهومة ومقنعة لمدرب الفريق،أكدت بأن على مسؤولي الفريق الاستفاقة سريعا من نومة العسل والعمل سريعا على القيام بانتدابات من العيار الثقيل حتى يكون الفريق قادرا على المنافسة على كل الألقاب وخاصة لقب رابطة الأبطال التي لا يمكن المنافسة عليها بلاعبين منتهين كسامح الدربالي وحسين الربيع وبمحور دفاع مهزوز متكون من شمس الدين الذوادي وخليل شمام الذي اضطر بن يحيى للدفع به رغم الإصابة في اختياري انتحاري كاد أن يكلف الفريق خسارة مباراة أمام فريق متواضع لم يصدق لاعبوه بأنهم قد نالوا من شباك معز بن شريفية في مناسبتين. المدّب مستاء لا يخفى على أحد بأن الأجواء داخل أسوار حديقة المرحوم حسان بالخوجة ليست على ما يرام،حيث حصلت القطيعة بين رئيس النادي حمدي المدب وفئة من الجماهير التي تحركها بعض المعاول القديمة حيث دخلت الأخيرة في نقاشات حادة مع رئيس الفريق الأحد الماضي عند زيارته للحديقة وهو ما جعلته يغادر غاضبا ويعزف عن التحول ليلة أمس إلى ملعب رادس لمتابعة المباراة في رسالة واضحة مفادها عدم رضاه عن تصرفات فئة من الجماهير التي عليها أن تعي بأن الوقت ليس مناسبا لهذه الخلافات ولتصفية الحسابات،بما أن عجلة الفريق وتواصل نجاحاته تتطلب وحدة كل مكونات العائلة الترجيّة في موسم المائوية.هذا وتشير المعلومات التي بحوزتنا إلى أن حمدي المدّب قد يجد نفسه مجبرا على الانسحاب في حال تواصلت حملات التشكيك في عمل الهيئة وفي حال لم يكف بعض الطامعيين في خلافته عن هذه الحملة التي ستضر حتما بالفريق الذي بدأ في فقدان توهجه ويحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى وقفة حازمة حتى يعود سريعا إلى مداره الطبيعي. الانتدابات ضرورية رغم التضحيات المالية الكبيرة التي أقدم عليها حمدي المدّب خلال السنوات الماضية،فإن ما يعاب عليه وعلى بقية معاونيه هو تأخرهم في تعزيز صفوف الفريق بعناصر من الحجم الثقيل وخاصة في الدفاع بما أن الجميع بدرك بأن الخط الخلفي هو نقطة الضعف الكبيرة في الفريق منذ الموسم الماضي،وعليه فإن الإدارة الحالية والمدّب تحديدا سيكون مطالبا بفتح الحنفيّة مجدّدا والقيام بانتدابات من الصف الأول حتى يكون الفريق قادرا على دخول الأدوار الحاسمة من المسابقة الإفريقية في أفضل حالاته،بما أن بلوغ الدور ربع النهائي يبدو في متناول الفريق في ظل تواضع فرق المجموعة باستثناء الأهلي المصري الذي استعاد عافيته بعد فوز البارحة على تاونشيب البوتسواني. بن يحيى في خطر لئن أرجع جل الملاحظين تواضع أداء الترجي في مباراة الأمس إلى ضعف لاعبي خط الدفاع وغياب الفورمة عن لاعبي الوسط والهجوم،فإن اختيارات المدرب خالد بن يحيى قد ساهمت بدورها في العرض الهزيل،حيث اكتفى الرجل بالمشاهدة ولم يتحرّك بين الشوطين لتغيير وجه الفريق وحتى تغييراته لم تكن موفقة خاصة عندما أخرج بقير ودفع بالشعلالي ليلعب الفريق بثلاثة لاعبي ارتكاز أمام فريق متواضع وهو ما صعب مهمة الأحمر والأصفر الذي وجد الحل في الجزائري يوسف البلايلي الذي كان نقطة الضوء الوحيدة في مباراة الأمس ونجح بفنياته العالية في انقاذ فريقه من الهزيمة.الأصوات المنادية بابعاد خالد بن يحيى وتعويضه باسم كبير بدأت في التعالي والأكيد أن الرجل سيكون تحت عقوبة "السرسي" في المواجهتين القادمتين ضد كامبالا في أوغندا والأهلي في تونس،فأي عثرة قد تفقده مكانه بما أن الفريق في عهده لم يقنع إلى غاية اللحظة رغم الحلول الهجومية الكبيرة التي يمتلكها الفريق. الاستثناء الجميل فريق باب سويقة كان خارج الموضوع ليلة أمس،ومر بجانب سقوط مدوي على ملعبه وأمام جماهيره ولكنه عرف كيف يحقق المهم بفضل مهاجمه الجزائري يوسف البلايلي الذي مثل الاستثناء الجميل في الفريق،حيث وفق بفضل مخزونه الكروي الكبير من إعادة فريقه في المباراة من خلاله تمريراته الحاسمة في هدفين البدري والماجري،والأكيد أن الجزائري سيكون رقما صعبا للغاية في تشكيلة الأحمر والأصفر في موسم المائوية. دور الجماهير فترة الفراغ النسبي الذي يمر به فريق باب سويقة لن تدوم طويلا بما أن الفريق وخاصة رئيسه حمدي المدّب يمتلك كل الإمكانيات لتغيير عديد الأمور في المستقبل الكبير،ولكن اليد الواحدة لا تصفق كما يقال،حيث يتوجب على جماهير الفريق الابتعاد على الانقسامات والتوحد كعادتها وراء ناديها بعيدا عن خدمة الأشخاص وتصفية الحسابات،فسفينة الأحمر والأصفر بحاجة إلى دفع جماهيرها حتى تواصل السير بنجاح في موسم وسنة ليست كباقي المواسم والسنين.