شاءت الأقدار ان أولد في قرية صغيرة لا توجد فيها قاعة سينما ولا مسرح باستثناء دار الشعب التي تخرج منها معظم الفاعلين الثقافيين في قريتي التي اصبحت مدينة كبرى لكنها مازالت ككل مدن تونس بلا قاعة سينما ! في تلك الصحراء اكتشفت السينما من خلال التلفزة ومن خلال منتجين كانوا يقدمون لنا روائع السينما العربية ويناقشونها وقد تزامنت هذه العروض الاسبوعية عبر الشاشة الصغيرة مع تأسيس نادي السينما الذي اكتشفنا فيه أنا وجيلي روائع السينما وتقاليد النقاش. كانت التلفزة الوطنية الوحيدة انذاك تبث الأفلام التي كان يقدمها مهتمون بالفن السابع مثل منصف شرف الدين مصطفى الدبابي مصطفى نقبو وجاء جيل جديد مثل منذر القلعي خميس الخياطي منير فلاح وغيرهم. الْيَوْمَ تعادي كل القنوات التونسية السينما وتحرم المشاهدين الشباب خاصة من الثقافة السينمائية التي تمثل عنصرا أساسيا في مشروع التنوير والتحديث. والقناة الوطنية الأولى وكذلك الثانية مطالبتان باحياء برنامج أسبوعي للسينما خاصة أن تونس تملك الْيَوْمَ حركة انتاج كبرى على مدار العام ولَم يعد انتاج شريط سينمائي حدثا في تونس ففي كل عام تنتج عشرات الأفلام والمطلوب دعم المؤسسة الوطنية للتلفزة لهذا الحراك الثقافي المهم.