«خزامة» هي منطقة مجاورة لمدينة سوسة تضم 14 ألف ساكن عُرفت بجماليتها ونظافتها ورقيّ أحيائها مما جعلها قِبلة للكثيرين قصد الاستقرار فيها ولكن اكتسحتها في السنوات الأخيرة عدّة مظاهر سلبية أثّرت على المتساكنين وخلقت حالة من الاستياء. الشروق مكتب الساحل: «سئمنا الزيارات الشكلية للمسؤولين والتي لم تفرز سوى التنبيهات على المتجاوزين الذين لم ينصاعوا، فلا بد من تطبيق فعلي للقانون تجاههم فهناك من يعتبرون أنفسهم أقوى من القانون» هكذا عبر لنا العديد من متساكني هذه المنطقة والذين التجؤوا مؤخرا إلى طريقة حضارية تتمثل في تكوين جمعية تحت اسم «خزامة في عينينا» قصد حماية منطقتهم والوقوف أمام مختلف المظاهر السلبية التي جعلت منها منطقة لا تقل تهميشا عن بقية المناطق الشعبية حسب وصف رئيس هذه الجمعية محمد ناصر دريرة. وقال دريرة ل «لشروق» «لقد أصبح الوضع لا يطاق من اكتساح المقاهي والمطاعم ومختلف المحلات التجارية للأرصفة مما يعرّض المترجل كل يوم للحوادث وخاصة على مستوى شارع النخيل إلى جانب الفضلات التي يتم إلقاؤها من طرف العاملين في هذه المحلات التجارية مما سبب حالة من التلوّث المستمرّ لذلك أسسنا هذه الجمعية لحماية منطقتنا وتخليصها من هذه المظاهر السلبية». وتوجد في الحي قرابة 100مقهى و70 مطعما. كما تسعى هذه الجمعية إلى معاضدة العمل البلدي خاصة بعد تنصيب رئيسة الدائرة البلدية لهذه المنطقة منذ أيام وهي السيدة ريم عبد اللاوي والتي وصفها المتساكنون الذين يعرفونها بالكفاءة في اختصاصها البيئي وبنظافة اليد. وفي لقاء ب «الشروق» وعدت السيدة ريم بالوقوف بكل جدية أمام مختلف المظاهر التي تسيء إلى المنطقة والحرص على إيقاف مختلف التجاوزات القانونية وإعادة المنطقة لمكانتها وأن المسؤولية تقتضي التشاركية بمعاضدة الجمعيات ومختلف مكونات المجتمع المدني إضافة إلى الاعتماد على وعي المواطن وتحسيسه ضمانا لجودة الحياة» حسب تعبيرها. ووجهت رئيسة الدائرة البلدية دعوة إلى كل متساكني المنطقة للتعبير عن مشاغلهم واقتراحاتهم والمشاركة في العمل البلدي الذي يبقى مسؤولية الجميع في ظل الإرث الصعب الذي تواجهه في مهمتها الجديدة مؤكّدة أن أملها كبير في تحقيق نتائج إيجابية بما تؤمن به من عمل ميداني ناجع بعيدا عن العمل الإداري الجاف الروتيني والتركيز على التواصل مع المواطن في كنف الشفافية والنزاهة حسب تعبيرها. وللإشارة فقد انطلقت جمعية «خزامة في عينينا» في نشاطها الميداني بحملة نظافة لعدد من الأحياء ثم تزويق المدرسة الابتدائية خزامة الشرقية التي شارك فيها مجموعة من الفنانين التشكيليين التونسيين والجزائريين منهم ريم الهلالي، أسماء البرقاوي، نجوى الفقيه الغنوشي، سيرين الهلالي وفؤاد بلاع والذين أجمعوا على اعتزازهم بهذا العمل الجمعياتي التضامني المزدوج الأهداف فهو تربوي وفني حسب تعبيرهم، نفس الاعتزاز عبر عنه الأطفال المشاركون من سكان ذلك الحي على أن يكون مستقبل هذا الحي أفضل من واقعه. أرقام ودلالات 14 ألف عدد سكان حي خزامة 100 عدد المقاهي 70 عدد المطاعم