شيّع آلاف الفلسطينيين، أمس، في قطاع غزة، جثامين أربعة شهداء بينهم طفل، قضوا برصاص الاحتلال الصهيوني، خلال مشاركتهم، في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948. القدسالمحتلة (الشروق) من مراسلنا بهاء العبد الله وألقى ذوو الشهداء، ناجي أبو عاصي، وعلاء أبو عاصي شرقي خانيونس، ومحمد أبو ناجي شمالي القطاع، وأحمد عمر غربي مدينة غزة؛ نظرة الوداع الأخيرة على أبنائهم الذين لُفّوا بالعلم الفلسطيني، قبل أن يُصلى عليهم وتتم مواراتهم الثرى في مقابر الشهداء بمناطقهم. والجدير بالذكر، أن الفلسطيني أبا عاصي استشهد، مساء أول أمس،الماضي جرّاء قصف صهيوني ، بالقرب من السياج الفاصل مع إسرائيل جنوبي القطاع. بينما استشهد أبو ناجي وعمر، جرّاء إصابتهما برصاص الاحتلال، شمالي قطاع غزة أمس. واستقبل المشيّعون جثامين الشهداء بإطلاق الرصاص الحي في الهواء ابتهاجا باستشهادهم، وسط هتافات تطالب بالرّد، متمسّكين بخيار المقاومة، ومطالبين بالانتقام لدماء الشهداء، واستمرار المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة. «الشروق» زارت عائلات الشهداء ووقفت على وجع هؤلاء، جلست والدة الشهيد ناجي أبو عاصي، عند رأسه تتحسس شعره ووجهه بيديه، لأنه يعلم أن هذه اللمسات ستكون الأخيرة لجسد نجلها المسجى في بيت العائلة في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة. الوالدة المكلومة لم تنطق بأي كلمة، وعبرت عن حزنها بفقدان فلذة كبدها بالبكاء والدموع، في مشهد أبكى أصدقاء الشهيد وذويه الملتفين حوله يودعونه. وأما الفلسطيني خالد عمر تعرض لصدمة في لحظات وداع ابنه الشهيد أحمد، وأغمي عليه، ولم يستطع التحدث لوسائل الإعلام؛ فيما جلست النسوة في بيت والدة الشهيد بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة يهدئنها ويقدمن لها الدعم ويؤازرنها في مصابها. وحطت الشروق» الرحال إلى بيت الشهيد محمد أبو ناجي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، جده الذي وقف في استقبال المهنئين في عرس شهادة حفيده، فقد قال في حديثه ل»الشروق»: «محمد شارك في مسيرة العودة ليؤكد على حقه الشرعي بالعودة إلى بلاده المحتلة». وتابع: «فلسطين كلها لنا من نهرها إلى بحرها، ومحمد شارك في المسيرة من أجلها، فأطلق جنود الاحتلال عليه النار فأصيب في رأسه وفارق الحياة». ومنذ بداية مسيرة العودة، في أواخر مارس الماضي، استشهد 182 فلسطينيًا، بينهم 28 طفلًا، فيما أصيب نحو 20 ألف آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وفي السياق دعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق المتظاهرين السلميين، وصولًا إلى ملاحقة ومحاسبة كل من تورط في إصدار القرارات في جيش الاحتلال بالمستوى السياسي والأمني ومن نفذها. وقال المركز في تصريح صحفي وصل «الشروق» إن قوات الاحتلال قتلت خلال أقل من 24 ساعة، 4 مدنيين فلسطينيين، أحدهم طفل، وأصابت 44 مواطنًا منهم 7 أطفال وامرأتان و3 صحفيين ومسعفان، في جريمتين منفصلتين. وتؤكد تحقيقات المركز أن الاحتلال استخدم القوة المميتة والمفرطة ضد المتظاهرين السلميين دون وجود أي خطر أو تهديد على حياة الجنود في منطقة التظاهرات. ويواصل الفلسطينيون؛ منذ الذكرى ال 42 ليوم الأرض، في مسيرات «العودة الكبرى» السلمية، قرب السياج الفاصل على الحدود الشرقية لقطاع غزة، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948.