أصيب، أمس، 250 متظاهرا بجراح مختلفة واختناق بالغاز السام والمسيل للدموع؛ بفعل اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على الفلسطينين المشاركين في الجمعة الرابعة عشرة لمسيرات العودة شرق قطاع غزة. القدسالمحتلة (الشروق) وقد شارك الاف الفلسطينين السلميين في قطاع غزة عقب صلاة الجمعة أمس في فعاليات جمعة "من غزة للضفة وحدة دم ومصير مشترك". وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة "إن الاحتلال الصهيوني يستهدف سيارات الإسعاف بقنابل الغاز المباشرة شرق خان يونس"، لافتاً إلى "إصابة مسعف بقنبلة غاز خلال المواجهات المندلعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة". وأشار القدرة ل"الشروق" منذ الجمعة الأولى لمسيرات العودة في 30 من مارس الماضي، استشهد 134 فلسطينيا واصيب ما يزيد عن 14811 وصفت الآلاف منها بالخطيرة، بعد تعمد قوات الاحتلال استهداف المتظاهرين السلميين. وبلغت الاحتجاجات ذروتها تزامناً مع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتعد هذه الجمعة الثانية بعد عيد الفطر المبارك، والسابعة بعد جرائم الاحتلال التي ارتكبها بحق المتظاهرين السلميين يوم الاثنين 14 ماي الماضي، أثناء إحياء مليونية ذكرى النكبة. "الشروق" رصدت أحداث مسيرات العودة أمس، حيث شهدت مخيمات العودة على طول الشريط الشرقي للقطاع زحفا جماهيريا كبيرا نحو المخيمات وعلى التلة المرتفعة شرقي خانيونس، تمكن المنتفضون من سحب جزء من السياج الفاصل مع الاراضي المحتلة، ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال. وفي هذه الاثناء اطلق المنتفضون بالونات وطائرات ورقية تحمل صور الشهداء في كافة مخيمات العودة في رفح وخانيونس وغزة وجباليا وشرق البريج. واعلنت وسائل الاعلام العبرية أن 15حريقا اندلعت في مستوطنات محاذية للقطاع وهي بئيري وكيسوفيم بفعل بالونات حارقة أطلقت من غزة. ورصد مراسل "الشروق" مشاركة قيادات الفصائل الفلسطينية، ونفيرا عاما للشعب الفلسطيني في جمعة أمس، وأطلقت قوات الاحتلال وابلا من قنابل الغاز والرصاص الحي صوب المتظاهرين في كافة مخيمات العودة. وحدة الدم والمصير كانت حاضرة في قرى الضفة الغربية، حيث أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، نتيجة قمع قوات الاحتلال لمسيرات سلمية واندلاع مواجهات، أمس مع قوات الاحتلال، في أنحاء متفرقة من مدن وقرى الضفة الغربيةالمحتلة، وذلك تلبية للدعوة للمشاركة في جمعة "من غزة للضفة وحدة دم ومصير مشترك". واندلعت مواجهات إثر قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية عقب صلاة جمعة أمس، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، والتي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، رفضا ل"صفقة القرن"، واحتجاجا على سياسة الإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال. وفي السياق جددت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار التأكيد على سلمية مسيرات العودة والدعوة لأوسع مشاركة شعبية جماهيرية مع العمل على رفع كلفة الاحتلال واستنزاف قدراته من خلال استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار وتوسيعها لتشمل كافة الساحات، وصولًا لتحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال. وحذرت الهيئة في تصريح وصل "الشروق" من أية "محاولات لاعتبار صفقة القرن أمرًا واقعا والتساوق معها، وإقدام بعض الدول على إجراءات تطبيعية تضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال". كما ثمنت الهيئة المواقف العربية الرافضة لصفقة القرن، داعية "البلدان العربية والإسلامية ودول العالم لرفض المؤامرة التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني، وتهدد الأمن والسلم الدوليين". رأي خبير إبراهيم مدهون، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني: مسيرات العودة دليل على أن إرادة الفلسطينيين قادرة على تغيير المعادلة على أرض الواقع... المسيرات أظهرت أن الفلسطينيين قادرون على إرغام إسرائيل على الرضوخ لإرادتهم، وإعادة الأرض المسلوبة منذ عام 1948، واعتراف العالم بنضال الشعب الفلسطيني".