صادف يوم امس ذكرى عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم، وقد ورد في صيامه فضل عظيم لذلك حث رسول الله ﷺ على صيامه بقوله : (صِيامُ يومِ عاشُوراءَ ، إنِّي أحْتسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ التِي قَبلَه)، ]وقد كان صوم عاشوراء واجبًا ثمَّ نسخ بعد فرض صيام شهر رمضان، ويستحب تبييت نية صيام عاشوراء في الليل، كما تصح في النهار، ولكنّ العلماء اختلفوا في أجر صيامه، هل يرجع إلى نية الصيام أو إلى اليوم ذاته. اما الحكمة من صيام عاشوراء فترجع إلى حدثين مهمين، أحدهما قديم والآخر حديث، يعود الحدث القديم إلى مئات السنين، يوم أن تكبّر فرعون وكفر، وعذّب بني اسرائيل، فأراد موسى عليه السلام أن ينجو بنفسه وقومه، فخرج هو وقومه، وضرب بعصاه البحر فنجاهم الله تعالى من فرعون وجنوده، وأغرق فرعون ومن معه جميعًا، وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بصيام يوم عاشوراء بعد أن رأى اليهود يحتفلون فيه ويصومونه، فجعل المسلمين أحق بموسى عليه السلام من اليهود، وورد في الحديث: (قَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فرأَى اليهودَ تصومُ يومَ عاشوراءَ، فقال : (ما هذا) . قالوا : هذا يومٌ صالحٌ، هذا يومَ نجَّى اللهُ بني إسرائيلَ من عدُوِّهم، فصامه موسى. قال : (فأنا أحقُّ بموسى منكم ) . فصامه وأمَر بصيامِه). ولصيام يوم عاشوراء ثلاثة مراتب هي: صيام يوم العاشر، واليوم الذي قبله واليوم الذي بعده، وهذه الصفة هي أكملها. صيام العاشر من محرَّم، وصيام اليوم التاسع معه، وعلى هذه الصفة جاءت أكثر الأحاديث، صيام العاشر من محرم وحده، أي أن يفرده بالصيام، وهو غير مكروه على الصحيح، ولم يرد عن النبي ﷺ ما يصح بخصوص استحباب الاغتسال والتوسعة والاختضاب فيه . ولصيام يوم عاشوراء فضائل عظيمة امتنّ الله بها على عباده، فصيامه يكفِّر ذنوب السنة الماضية، فمن نعم الله على عباده أن كفّر ذنوب سنة كاملة بصيام يوم واحد، والمراد بالتكفير هنا تكفير الصغائر وليس الكبائر، لأنها تحتاج إلى توبة خاصة، وقد تحرّى النبي عليه الصلاة والسلام صيام يوم عاشوراء لتحصيل ثوابه، ولترغيب المسلمين على صيامه، كما أن في صومه شكر لله تعالى. وزاد الاهتمام بهذا اليوم في مذهب الشيعة بعد ان صادف يوم مقتل الامام الحسين رحمه الله.