تونس الشروق : عرفت مدة تقديم الترشحات للانتخابات التشريعية الكثير من «الاشكاليات» بالنسبة الى قائمات احزاب المعارضة التي كانت في كل مرة تصطدم بوجود موانع قانونية لدى بعض أعضاء القائمات تحول دون حصولها على الوصل النهائي. وهذا المعطى جعل المتتبعين للشأن السياسي يطرحون أكثر من سؤال يتعلق بالوضع الداخلي لأحزاب المعارضة بما في ذلك الاحزاب «العريقة» والمقصود بذلك الاحزاب التي صارت لها تجربة مُحترمة في المشاركة في الانتخابات بما في ذلك الجزئية في الكثير من المناسبات اضافة الى مشاركتها في الانتخابات البلدية التي تتطلب حضورا كثيفا وتعبئة كبيرة من الحزب عادة. سؤال والسؤال المطروح الان هو هل أن أحزاب المعارضة أجّلت استعدادها للانتخابات الى الربع ساعة الاخير مما جعلها غير متيقنة من وجود موانع قانونية ينص عليها القانون صراحة وتمنع ترشح بعض اعضاء قائماتها. وهذا التأجيل جعل احزاب المعارضة ورؤساء القائمات يستنجدون بأعضاء ليست لهم بهم معرفة بل أن العديد من رؤساء القائمات في احزاب المعارضة استنجدوا بأشخاص من خارج احزابهم سعيا الى الوصول الى الوصل النهائي وهذا الاستنجاد قد يكون وراء «سقوط» العديد من القائمات. اضافة الى ان بعض القائمات عرفت انسحاب بعض اعضائها وكان من الصعب على رؤسائها تعويضهم في المواعيد المقررة او تم تعويضهم باشخاص ثبت مرّة اخرى أن لهم موانع قانونية. هل أن اعداد القائمات الانتخابية يأتي ضمن اخر اهتمامات احزاب المعارضة، فقد كان على تلك الاحزاب الاستعداد مسبقا للانتخابات وتعبئة منخرطيها والتثبت من وضعيتهم القانونية قصد الترشح وعدم الاستنجاد بأشخاص ليست لهم معرفة حتى برئيس القائمة التي ترشحوا ضمنها. اضافة الى ذلك فإن الاوضاع الداخلية لبعض أحزاب المعارضة قد انعكست سلبا على قائماتها الانتخابية فالعديد من أعضاء القائمات انسحبوا كردّ فعل على ما وصفوه «بتعسف» القيادات في اختيار رؤساء القائمات وتعيين بعضهم في جهات غير جهاتهم الاصلية متجاوزين بذلك الهياكل والقواعد و»المناضلين» وهو امر غاب على ما يبدو عن ذهن القيادات فكان مآل بعض قائماتها «السقوط» او دخولها «المعركة» الانتخابية بدون سند وبدون قواعد مما سيؤثر على حظوظها بشكل مباشر داخل الجهة. ونتيجة لهذه الاوضاع تحوّلت بعض قائمات احزاب المعارضة الى قائمات «عائلية» أي أنها تتركب من افراد عائلة واحدة مما جعل الاعضاء يحملون نفس اللقب. اشكاليات ان احزاب المعارضة مدعوة دون ان يكون ذلك من باب التجني عليها او تعمد نشر غسيلها الى ايلاء القائمات الانتخابية حقّها من الاستعداد والاعداد والاعتماد على منخرطيها تجنبا للاسقاط وما ينجر عنه من اشكاليات. إن بعض احزاب المعارضة لها من التجربة ما يمكنها من تجاوز الكثير من الاشكاليات ومنها اشكاليات اعداد القائمات الانتخابية.