يؤكد المتتبعون لشأن الأحزاب السياسية بأنه لن يكون من السهل عليها اختيار رؤساء القائمات الانتخابية في الانتخابات التشريعية القادمة. وتنبع هذه الملاحظة من حقيقة ما يدور الآن خاصة داخل أحزاب المعارضة حيث لم تعد الكثير من كوادرها تخفي ضرورة حسم هذا الموضوع الآن اضافة الى انطلاق الكثير من الوجوه داخلها في القيام «بحملات» غير علنية القصد منها ضمان الحصول على منصب رئيس لأحدى القائمات الانتخابية. وهذه الحملات غير المعلنة لن تستثني أيضا الأعضاء الحاليين للبرلمان المنتمين لأحزاب المعارضة والذين لم يخف العديد منهم رغبته في اعادة الترشح والفوز إن أمكن. ويؤكد المتتبعون أن الحسم في مسألة اختيار رؤساء القائمات الانتخابية وهو المنصب الذي يخول اعتمادا على قاعدة النسبية الدخول إلى البرلمان في حين تكون حظوظ باقي أعضاء القائمة الانتخابية ضعيفة ومتدنية جدا في الفوز لن يكون سهلا بالمرة لأحزاب المعارضة خاصة وأن العديد منها يعاني من مشاكل وأزمات داخلية ويحتاج الى ترتيب بيته قبل الدخول في التحضيرات النهائية للانتخابات القادمة والتي تبدو بعيدة الآن بحساب الزمن لكنها قريبة جدا بحساب العمل السياسي وبتوقيت الأحزاب... وتؤكد الآن الكثير من أوساط احزاب المعارضة خشيتها من انفراد الهياكل القيادية وأساسا المكاتب السياسية برئاسة القائمات الانتخابية وذلك بعد تعبير الكثير من أعضاء تلك المكاتب عن رغبتهم بل حرصهم وعزمهم على الترشح ونيل نصيبهم من حصة «البرلمان». وتزداد تلك الخشية عندما يتأكد أن بعض أعضاء الهياكل القيادية لهذه الأحزاب قد يعلنون عن ترشحهم كرؤساء للقائمات الانتخابية في مدن ودوائر غير مدنهم ودوائرهم الأصلية وليست لهم علاقة بسكانها وناخبيها. وقد عرفت الانتخابات التشريعية السابقة مثل هذه الحالات رغم أن الكثير من رؤساء القائمات الانتخابية لم يفلحوا حينها في الفوز بمقاعد داخل البرلمان. ولا تخفي المصادر أن هذه الوضعية قد تخلق وتولد مشكلا جديدا لأحزاب لا زالت تسعى الى ترتيب بيتها ورصّ صفوفها وتدعيم مكانتها لدى أوساط الناخبين. لكن قرب موعد الانتخابات التشريعية جعل كوادر وعناصر الهياكل القاعدية داخل أحزاب المعارضة تُجاهر الآن بضرورة أن يكون الحسم في الترشحات يمر عبرها فقط وأنها لن ترضى الآن بأن تكون فقط وقود للحملة الدعائية الانتخابية لفائدة «فرسان» الهياكل القيادية وهو أمر قد يضع أمام قادة أحزاب المعارضة «مصاعب» جديدة لا قبل لهم بتلافيها وتجاوزها. ويدرك الجميع أن وجود مثل هذه «الاشكاليات» من شأنه أن يؤثر على سير الحملة الانتخابية لاحزاب المعارضة التي سبق لبعض عناصرها الغاضبة والتي وجدت نفسها خارج القائمات الانتخابية بعث قائمات انتخابية موازية وتحت لون مُستقل أو أنها خيرت الفرار لأحزاب أخرى والترشح ضمن ألوانها. أحد القياديين في حزب معارض لم يخف في تصريح «للشروق» شعور حزبه بهذا الأشكال وهو ما جعله يؤكد أن جامعات الحزب في الولايات سيكون لها الموقف الحاسم تجاه اختيار المترشحين لكن لقيادة الحزب حق التدخل لضمان مصداقية رئيس القائمة الانتخابية واشعاعه في أوساط الناخبين داخل الدائرة. لكن هل يكون من السهل حينها التوفيق بين حسم القواعد وبحث القيادة عن الاشعاع والمصداقية؟ ذلك هو السؤال الذي ينتظر أحزاب المعارضة التي قد تكون بحاجة الى حسم بعض المسائل قبل أوانها...