القدس المحتلة (الشروق): من مراسلنا بهاء العبد الله شهدت جمعة، أمس، ال26 من فعاليات مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة، زخمًا شعبيًا وأحداثًا وصفت بالأكثر ضراوة منذ انطلاقها في 30 مارس الماضي. «ورصدت الشروق» ، جرائم الاحتلال، وبسالة الفلسطينيين في مواجهة الرصاص. وقال مراسلنا في فلسطين: «جمعة أمس تميزت بمشاركة شعبية واسعة وجرأة على مواجهة جنود الاحتلال الصهيوني وجيباتهم العسكرية بعد اجتياز السلك الفاصل وإجبارهم على الهروب من أمامهم». واستشهد مواطن فلسطيني، برصاص الاحتلال شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة بعد أن توافد آلاف الفلسطينيين إلى مخيمات العودة شرق القطاع في جمعة غضب جديدة أطلق عليها «كسر الحصار». وبحسب إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية وصلت «الشروق»، أصيب، أمس، 248 بالرصاص الحي وقنابل الغاز التي تطلق صوب المتظاهرين السلميين. وأشعل الشبان الغاضبون عددًا كبيرًا من الإطارات المطاطية في محاولة للتغطية على قناصة الاحتلال ومنعهم من استهداف المتظاهرين سلميًا على حدود قطاع غزة الشرقية. وعمل الشبان على توسيع نقاط الاحتكاك لتمتد على طول السياج الأمني في محاولة لتشتيت جنود الاحتلال والتمكن من الوصول للسياج الأمني. واقترب آلاف الجماهير الفلسطينية من السياج الأمني على الرغم من قمع الاحتلال لهم بالرصاص الحي والقنابل الغازية ما يعني كسر حاجز الخوف وفشل الاحتلال في ردعهم وإخافتهم. وتبع ذلك عبور مئات الشبان للسياج الشائك بعد قصه وإزالة أجزاء كبيرة منه وتخطي الجدار الالكتروني الذي يضعه الاحتلال لمنعهم من الاقتراب في منطقة «ملكة» شرق مدينة غزة، ومنطقة حي النهضة في رفح جنوبي قطاع غزة. ورصد مراسل «الشروق» شجاعة منقطعة النظير لشبان ثائرين في مواجهة الاحتلال عن قرب، ومحاولاتهم المتعددة قص السياج الأمني والدخول للأراضي المحتلة على وقع عبارات التحدي للجنود الصهاينة. وأمام الشبان الثائرين الذين اجتازوا السياج هرب جنود صهاينة، حينها علت تكبيرات الشبان، وفرحة عارمة منهم بدخول أراضيهم المحتلة. وعمد الشبان في المواجهات التي وصفت ب"الأشرس" منذ بداية مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس الماضي، الى تشتيت قناصة الاحتلال من خلال التوزع في أكثر من منطقة ومباغتة الاحتلال في أماكن بعيدة عن تجمع المتظاهرين. كما نجح عشرات الشبان في إحراق مساحات واسعة من أحراش الاحتلال المحاذية لمواقع عسكرية صهيونية شرق ووسط القطاع بفعل بالونات وطائرات ورقية. وفي وقت متأخر من مساء أمس، اشتعلت النيران داخل معبر «كرم أبو سالم» شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة بفعل سقوط عدد من البالونات الحارقة. واستهدفت طائرات ومدفعية الاحتلال نقطتي رصد للمقاومة وأراضي زراعية شرق قطاع غزة. وأكدت مصادر ل"الشروق" أن مدفعية الاحتلال أطلقت ثلاث قذائف صوب أرض زراعية في منطقة خزاعة شرق خان يونس جنوبًا، وقذيفة صوب نقطة رصد للمقاومة شرق حي الزيتون جنوبغزة، وأخرى قرب تجمع للمواطنين شرق غزة. من جانبها قالت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة: «على العدو الصهيوني أن يعلم أننا لن نرضى باستمرار الحصار لأن شعبنا يعاني الويلات». وطالبت الهيئة في تصريح وصل «الشروق» العالم بأن يسمع أصوات المرضى والجرحى ومليوني فلسطيني في غزة المحاصرة. وأكدت الهيئة الوطنية أن الشعب الفلسطيني يضرب للأمة جمعاء مثلا في البطولة والصمود أمام أكبر أعداء البشرية الذين يهيمنون على الشعوب المغلوبة والمستضعفة. وانطلقت مسيرة العودة الكبرى في30 مارس الماضي، وأسفر قمع الاحتلال الصهيوني للمتظاهرين عن استشهاد 183 مواطنًا بينهم نحو 27 طفلًا وإصابة نحو 20 الفًا آخرين.