شارك آلاف المواطنين الفلسطينيين، أمس، في فعاليات الجمعة الثامنة عشرة لمسيرة العودة الكبرى، شرقي قطاع غزة، والتي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا تحت عنوان «جمعة أطفالنا الشهداء». القدسالمحتلة (الشروق) واستشهد فلسطينيان. وأُصيب آخرون بجراح مختلفة، في سلسلة اعتداءات صهيونية تضمنت قصفًا مدفعيًا لمخيمات العودة وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين السلميين في غزة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في تصريح صحفي وصل «الشروق» إن فلسطينيين استشهدا برصاص الاحتلال شرقي رفح وخان يونس. حيث استهدفتهم قوات الاحتلال بشكل مباشر في الرأس. وأضافت أن عددا كبيرا من الإصابات وصلت إلى مستشفيات القطاع. وبلغت حصيلة الجرحى 230 إصابة، من بينهم صحفي، وثلاثة مسعفين كانوا يسرعون لإسعاف الجرحى شرقي جباليا شمالي قطاع غزة. ومنذ الجمعة الأولى لمسيرات العودة في 30 من مارس الماضي، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد 145 فلسطينيا وإصابة ما يزيد على 16100 وصفت حالات الآلاف منها بالخطيرة، بعد تعمد قوات الاحتلال استهداف المتظاهرين السلميين. ورصدت «الشروق» أحداث جمعة «أطفالنا الشهداء» لحظة بلحظة. حيث على غير العادة، لا يظهر أي جندي صهيوني بشكل علني أمام المتظاهرين. بينما تمركزت عربات عسكرية لقوات الاحتلال فوق تلال رملية واستهدفت المتظاهرين بوابل من قنابل الغاز شرق غزة. وما إن وصل المتظاهرون السلميون مخيمات العودة المنتشرة شرق القطاع حتى باغتهم جنود الاحتلال المتمركزون خلف التلال الرملية بإطلاق زخات من الرصاص الحي وقنابل الغاز بكثافة عالية، في حين عمد المتظاهرون إلى إحراق إطارات السيارات «الكاوشوك» في محاولة للتشويش على قناصة الاحتلال. وفي ناحية أخرى في مخيمات العودة شرقي رفح ردّ الشبان الفلسطينيون الغاضبون برشق الاحتلال بالحجارة وإطلاق البالونات الحارقة على الأراضي المحتلة. ورفع المشاركون في المسيرات السلمية الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت باللغتين العربية والإنجليزية تدعو «أونروا» إلى الاستمرار في تقديم خدمتها عبر برامجها المتعددة دون الرضوخ للمؤامرات والضغوط الأمريكية. وأكدوا ل»الشروق» تشبثهم بحقوقهم المشروعة ومضيهم في المشاركة في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار حتى تحقيق الأهداف، رغم القصف والدمار الصهيوني. ولم يتوقف الخمسيني ماهر عبدالعال، الذي رفع العلم الفلسطيني وتوشح بالكوفية أثناء مشاركته في مخيم العودة، شرق خان يونس، عن الهتاف لفلسطين وحق العودة وسط جموع المشاركين، قائلا بأعلى صوته: «على القدس رايحين شهداء بالملايين، يا ترومب بره بره هذه الأرض إلنا إلنا». في حين، اعتبر خالد عبد الهادي المشاركة الجماهيرية الحاشدة في فعاليات جمعة أمس، رغم قصف الاحتلال المتواصل دليلا على إصرار المحاصرين في غزة على نيل حقوقهم وكسر الحصار غير الإنساني المفروض عليهم من البر والجو والبحر. وقال عبدالهادي: «يسعى الاحتلال الى قتلنا بصمت منذ أكثر من 12 عاما. وعندما خرجنا الى الحدود بشكل سلمي لنطالب بكسر الحصار أصبحنا إرهابيين يتوجب قتلنا بالرصاص، وذلك في ظل عالم متخاذل يصمت عن موت الأبرياء في غزة من أطفال وشيوخ ونساء وشبان عزل. ولكنه يتحرك إذا جرح صهيوني واحد». وفي الضفة الغربيةالمحتلة اندلعت مواجهات عنيفة، أمس، في أنحاء متفرقة من مدن الضفة الغربية، كان أشرسها في ساحات المسجد الأقصى عقب أداء المصلين صلاة الجمعة. حيث هاجمت قوات الاحتلال بشكل مفاجئ المصلين بوابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن وقوع أكثر من 20 إصابة في صفوف المصلين من النساء وكبار السن والأطفال، واعتقال 25 آخرين.