الحلم الجميل ببلوغ المربع الذهبي في رابطة الأبطال الافريقية تبخّر أول أمس أمام الترجي... الحلم الجميل تحوّل عشية الجمعة الماضي الى كابوس لم يقو أحباء النجم الساحلي على تحمله وهم الذين كانوا يعلّقون آمالا كبيرة على ممثلهم ورأوا فيهم القادرين على رفع التحدي... إلا أن زملاء علية البريقي وباستثناء القليل منهم خيبوا الظن ولم يقدّموا المنتظر منهم في مواجهة كانت تدعوهم الى أكل العشب لاقتلاع الفوز على الترجي الذي بدا للجميع سهل المنال. لم يكن الانسحاب من مسابقة أمجد الكؤوس القارية عشية اول أمس وفي الملعب الاولمبي بسوسة مفاجئا فقد كانت مؤشرات عديدة تؤكد بأن الخيبة واردة لكن الجميع من جمهور ومسؤولين خيّر تغليب التفاؤل والإيمان بقدر الفريق على تجاوز الصعاب وتكذيب كل الأحكام المسبقة وهو ما لم يحدث هذه المرة لتعيش مختلف الجهات المحبة لفريق جوهرة الساحل أجواء «الخيبة والألم» في ظروف مشابهة للمواسم الأخيرة ويتأكد أن الجمهور كان يطارد بالفعل الأوهام فالفريق ليس قادرا بالتركيبة الحالية على الفوز برابطة الأبطال كما أن بعض اللاعبين لم يعد لهم مكان أصلا في الفريق وبعض الانتدابات تحوم حولها الكثير من نقاط الاستفهام. أخطاء الليلي «الخواف» لن ندعي في التدريب فلسفة لكننا نعرف أشياء كثيرة تمكننا من إبداء الرأي في كثير من المسائل الفنية وهذا ما يخوّل لنا القول بأن شهاب الليلي الذي لم يكن في حجم النجم هو مدرب «خوّاف» وقد ارتكب هفوات تكتيكية وبشرية بالجملة سهلت مهمة الترجي في اولمبي سوسة وقبل في رادس.. صحيح ان التغييرات الاضطرارية زادت في لخبطة حسابات المدرب المذكور الذي أصرّ على اللعب بنفس خطة الذهاب وهو المطالب بالتدارك في النتيجة حيث كان بإمكانه التعويل على الشرميطي ومرعي في الهجوم منذ البداية للضغط على دفاع المنافس. أداء.. ثقيل! قبل انطلاق مباراة اول أمس وبالاستناد الى ما صرّح به شهاب الليلي في الندوة الصحفية كنا ننتظر أداء سريعا ومباشرا من فريقه لزعزعة أركان الترجي لكن في آخر الأمر لم نر شيئا من فريق كان عازما على القبض على بطاقة التأهل للدور نصف النهائي... نعرف كما أسلفنا الذكر أن خروج ماهر الحناشي أسقط بعض الأوراق في الماء لتأتي إصابة زياد بوغطاس لترميها كلها في الهواء وفي مثل مباراة الترجي كان على الليلي تصوّر كل الاحتمالات التي بإمكانها ان تحصل. مسؤولية اللاعبين يتحمل لاعبو النجم النصيب الأكبر من مسؤولية الانسحاب المرّ امام الترجي... فالهدف الثاني الذي قبلته شباك أشرف كرير منذ أسبوع في ملعب رادس وبتلك السذاجة لا يحصل حتى في فرق الاقسام السفلي وقد كان بداية تبخّر الحلم وهو خطأ لا اختلاف في فظاعته لتسهل هذه «الهدية» المجانية أول أمس مهمة الترجي في تخطي عقبة النجم. وبعد أن عجز الفريق عن تجاوز ربع النهائي فانه يكون قد فوّت على نفسه فرصة الصاق كل تهم الفشل بالمدرب شهاب الليلي بعد ان ترسخ الاقتناع في صفوف الغالبية الساحقة بأنه المسؤول الأكبر عن هذا الاخفاق لكن ذلك لا يعني ان نضعه بمفرده في قفص الاتهام خاصة بعدما قام اللاعبون بهفوات فادحة في الهجوم والدفاع من ذلك ان النجم وطيلة دور المجموعات وجد صعوبات في اجتياز الفرق التي واجهها. في مباراة أول أمس غابت الروح الانتصارية عن زملاء محمد أمين بن عمر الذين ظلوا أكثر من 90 دقيقة يخبطون خبط عشواء في ظل غياب خطة تكتيكية واضحة المعالم تحدد دور كل لاعب في هذه المباراة المصيرية. المحاسبة مطلوبة رغم مرارة الهزيمة وخيبة الانسحاب فإن مسؤولي النجم مطالبون باجراء جرد موضوعي للعمل الذي قام به شهاب الليلي بعدما وفروا له كل ممهدات النجاح ولو أن المؤشرات توحي بأن هذا المدرب لن يعمر طويلا في النجم الساحلي حتى لو ضمن التأهل للدور الموالي في مسابقة البطولة العربية للأندية لأن طريقة ادارته للمسائل الفنية وتصرفه في الرصيد البشري غير متطابقة مع الأهداف المرسومة وهناك أمر واحد يمكن ان ينقذ هذا المدرب هو قوة الشخصية مع اللاعبين خاصة الركائز والاعتماد على العناصر الأكثر جاهزية بعيدا عن الأسماء. راحة مطولة لبن عمر بالاضافة الى الاصابة العضلية لزياد بوغطاس وإصابة ماهر الحناشي على مستوى العين فقد أصيب كذلك محمد أمين بن عمر بخلع في الكتف وبداية كسر في رجله ما يتطلب منه الركون الى راحة مطولة للعلاج.