53 ألف طالب جديد يلتحق بالجامعات التونسية. 240 ألف طالب يتمتع بالمنحة الجامعية. 60 ألف طالب مرسم بالمبيتات الجامعية. 75 ألف أكلة تقدم يوميا بالمطاعم الجامعية. 13 جامعة في تونس 204 مؤسسة جامعية 108 هو عدد المبيتات الجامعية تونس (الشروق) لم يكن الطالب «زياد» أصيل ولاية تطاوين، يتصور ولو لحظة أن يجد نفسه، تائها بشوارع العاصمة، محملا بأغراضه الثقيلة، باحثا، عن مسكن بسعر مناسب يمكن أن يتسوغه رفقة رفاقه... الطالب «زياد» التقته «الشروق» بأحد شوارع العاصمة، بصدد تناول علبة «ياغورت»، محملا ببعض الأغراض.ويقول إنه بصدد البحث عن مسكن صغير ليتسوغه رفقة زملائه منذ 4 أيام، قائلا: «الحصول على مسكن أصعب من الدراسة والنجاح»، «ثم يتنهد ... و يتابع حديثه قائلا: «لم أتصور يوما أن الأمر بهذه الصعوبة». وأكد الطالب زياد أن ما ضاعف معاناته هو أن «السمسار» "لهف" منه 40 دينارا، لقاء إيجاد سكن مناسب. ثم تبخر ولم يعد يجيب عن هاتفه، قائلا: «رحلة معاناتي مازالت متواصلة.وهي رحلة يعيشها آلاف الطلبة في تونس. فبعضهم حسب قوله، أصبحوا متشردين فلا سكن يؤويهم ولا مال يكفي للإقامة... غضب...و تهديد وبتحول «الشروق» الى ديوان الخدمات الجامعية للشمال، وجدنا عددا من الطلبة متجمعين أمام الديوان، محملين بالوثائق والمطالب. وينتظرون رد السلط المعنية لحلحلة مشاكلهم والرد على مطالبهم المتعلقة أغلبها بالسكن أو تغييره، أو المنحة الجامعية. فبمجرد الولوج الى أروقة الديوان، تظهر علامات الغضب على هذا الطالب والارهاق على تلك الطالبة، التي كانت رفقة والدها المسن، الذي أفاد «الشروق» بأن فرحته، بالتحاق ابنته بمقاعد الجامعة تم تنغيصها بكثرة الوثائق الادارية وعدم الاستجابة لمطلب تغيير مبيت ابنته... لتتعالى في الأثناء الأصوات المنادية بالاعتصام بالديوان الى حين تمتيع الطلبة بحقهم في السكن. هذا هو المشهد بديوان الخدمات الجامعية بالشمال، ليصعد أحد الطلبة على طاولة، مخاطبا زملاءه بعدم المغادرة، اذا لم يحصلوا على سكن بالمبيت الجامعي، والذي قال إنه لا تنازل عن حقهم، وإن خروجهم من الديوان مشترط بحل مشاكلهم العالقة. معاناة... تنغص العودة الجامعية وقد أجمع عدد من الطلبة الذين التقتهم «الشروق» على أن مع كل عودة جامعية تتضاعف معاناتهم بين من يتم رفض مطلب تمتيعه بالسكن الجامعي، أو الحصول على المنحة الجامعية، مؤكدين أن هناك عددا من الطلبة، تم تسجيلهم بمبيتات بعيدة عن مقرات كلياتهم. وهو ما سيزيد في تواصل معاناتهم مع وسائل النقل العمومي كامل عامهم الدراسي. اقتربنا، من طالب آخر، بدت على وجهه علامات الإرهاق، فأكد أن الأموال التي جمعها من عمله في إحدى المقاهي خلال العطلة الصيفية، فقد أنفقها على مصاريف التنقل يوميا من بنزرت الى العاصمة، على مدى أسبوع، ليتابع سير ملفه، للحصول على منحة جامعية، مضيفا أنه ينحدر من عائلة متوسطة الدخل. ويسعى مع السلط المعنية الى تمتيعه بتلك المنحة، التي قد تساعده على تخفيف الضغط على عائلته. احتجاجات وإضرابات وقد أفادت الأمينة العامة للاتحاد العام لطلبة تونس أماني ساسي، في تصريح ل»الشروق» بأن العودة الجامعية لهذا العام تنخرها المشاكل والشوائب. فهناك طلبة أصبح الشارع مقر إقامتهم. وبعضهم لم يتمتع بالتمديد في السكن. فالعودة الجامعية تنغصها الصعوبات الإدارية والحرمان من السكن والمنح تضاف إليهما إشكاليات في الترسيم والتوجيه الجامعي. وتابعت أماني ساسي القول إنه أمام هذه الإشكاليات، فقد تمت الدعوة الى إضرابات جزئية وجهوية وقطاعية تمهيدا لإضراب عام وطني، بعد تعذر توفير السكن الجامعي لبعض الطلبة على غرار طلبة المعهد العالي لتكنولوجيا الإعلامية بالكاف. واعتبرت ساسي أن الخدمات الجامعية متردية جدا. وهناك تذمر من دواوين الخدمات الجامعية التي اعتبرتها محل تذمر من قبل حوالي 300 ألف طالب مرسم بالمؤسسات الجامعية التونسية، مؤكدة أن الاضرابات هي رد فعل على سوء الخدمات ومواصلة سلطة الاشراف في عدم الاستعداد لمجابهة هذه الصعوبات والشوائب. واعتبرت محدثتنا أن سوء مردودية الدواوين، يحرم الآلاف من الطلبة من حقهم في السكن الجامعي مما جعلهم عرضة لابتزاز سماسرة الكراء. كما تراجعت جودة الأكلة الجامعية التي هجرها أغلب الطلاب. أما المنحة الجامعية فقد اعتبرتها ضعيفة رغم الزيادة الطفيفة التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة. إحصائيات وبلغة الارقام، فان الاحصائيات الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تؤكد انه تم الترفيع في طاقة الإيواء من 63911 سريرا خلال سنة 2017 الى 65411 سريرا هذا العام أي بنسبة زيادة قدرها 1500 سرير جديد، علما ان تكلفة السرير الواحد تبلغ 100 دينار. كما تشير نفس الاحصائيات انه تم الترفيع في عدد الوجبات الموزعة من 14 مليون سنة 2017 الى 16.7 مليون وجبة خلال هذا العام، لترتفع التكلفة من 21.5 مليون دينار الى 26.7 مليون دينار أي بزيادة تقدر ب502 مليون دينار، علما ان تكلفة الوجبة الواحدة تبلغ حوالي 7 دنانير، وتكون مساهمة الطالب ب200 مليم.