كثر الجدل والتساؤلات حول مصير مشروع توسعة الملعب الأولمبي بسوسة. وتزداد هذه التساؤلات إلحاحا خصوصا تزامنا مع المقابلات الكبرى التي يخوضها النجم الرياضي الساحلي، والتي تكشف في كل مرة حاجة الفريق إلى ملعب أكثر تطورا واستجابة للقاعدة الجماهيرية الكبيرة للفريق ولسمعته الإفريقية والعربية. «الشروق» مكتب الساحل: جمهور الفريق والرياضيون القدامى والنشطاء في المجتمع المدني المهتمون بتنمية مدينة سوسة باتوا ينظرون اليوم بعين الريبة إلى مآل هذا المشروع. ويشككون في صدق نوايا السلط الرسمية التي تعددت وعودها دون أن يتقدم المشروع خطوة واحدة على أرض الواقع. وقبل نحو سنة -خلال زيارة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى سوسة يوم 4 أكتوبر 2017 -تمّ الإعلان على البدء في مشروع توسعة طاقة استيعاب الملعب من 23 ألفا إلى 40 ألف متفرج بتكلفة تقدر ب 16.1 مليون دينار، غير أنّ هذه الكلفة المعلنة في مرحلة أولى وصلت إلى حدّ الضعف تقريبا (30 مليون دينار). وقد فسرت وزيرة الشباب والرياضة ماجدولين الشارني ذلك بالارتفاع الكبير لأسعار مواد البناء، مشيرة إلى ضرورة إيجاد مصادر تمويل لتغطية هذا الفارق الذي يزيد على 13 مليون دينار. وقد قامت وزارة التجهيز بنشر طلب العروض الخاص بأشغال توسعة الملعب الأولمبي بسوسة بتاريخ 03 جانفي 2018 وحدد تاريخ 13 فيفري 2018 آخر أجل لقبول العروض، غير أنّ مآل طلب العروض لا يزال غير معلوم. رئيس بلدية سوسة توفيق العريبي أكّد ل «الشروق» أنّ المشروع لا يزال قائم الذات. وقد تم تحديد كلفته مبدئيا، غير أنّ هذه الكلفة تضاعفت تقريبا وبالتالي وجدنا أنفسنا أمام وضعيتين إما الاكتفاء بالمبلغ المبرمج أوليا وهو موجود أو أن ننجز التوسعة على مرحلتين على أن تنجز المرحلة الأولى في انتظار توفر بقية الموارد». وأشار العريبي إلى أنّه في ضوء هذا الغموض حول توفر الموارد فإنّ البلدية تخشى بدء الأشغال وتوقفها في منتصف الطريق، خاصة أن الفنيين يؤكدون أنه من غير الممكن أن تكون التوسعة على مرحلتين لأنه من غير الممكن استعمال الملعب والأشغال جارية لأسباب تقنية وأمنية. وأوضح رئيس البلدية أنّ الحل الآن يكمن في انتظار الحصول على المبلغ المتبقي لإتمام المشروع وأنّ البلدية بصدد التفاوض مع وزارة الشباب والرياضة وكذلك وزارة المالية على أمل أن يتم توفير الاعتمادات اللازمة ضمن ميزانية الدولة لسنة 2019. كما أنّ هناك تواصلا مع نواب الجهة ورئيس جمعية النجم الرياضي الساحلي رضا شرف الدين للدفع في اتجاه تنفيذ المشروع. ويتكون المشروع من قسط توسيع المدارج لتصل طاقة استيعابها إلى 40 ألف مقعد وتغطية جزء من المدارج (بطاقة استيعاب تقدر ب 14 ألف متفرج) وتهيئة المنصة الشرفية ومدخل الملعب وتحسين الواجهة الخارجية وتهيئة حجرات الملابس وصيانة السبورة اللامعة. مجرد كذبة؟ من جهته أكّد اللاعب السابق للنجم الرياضي الساحلي فريد شوشان أنّ الملعب لم يشهد تدخلا منذ سنة 2004 تاريخ تنظيم كأس إفريقيا للأمم. حيث تمت إضافة المدارج المكشوفة، المعروفة بمدارج «الشنوة» مشيرا إلى أنّ ما نسمعه في سوسة اليوم ليس سوى كلام ووعود زائفة. وأضاف شوشان أنّ الكلفة الأولية للمشروع ارتفعت في ظرف سنة من 17 إلى 30 مليارا. ولكن هذه الأرقام تبقى مجرد كلام. إذ لم نر دراسات ولا مناقصة. بل إن الجمهور لم يسمع إلا الكذب غير أنّ المندوب الجهوي للشباب والرياضة بسوسة خالد البكوش أكّد أنّ المشروع لا يزال قائما وأنّ الإشكال هو بالأساس إشكال مالي، موضحا أنه تم الإعلان عن طلب العروض في 31 ديسمبر 2017. وتم تقدير الصفقة ب 30.9 مليون دينار، أي بفارق يصل إلى 14 مليون دينار قياسا بقيمة الصفقة المعلنة في البداية. وأضاف البكوش «نحن في مستوى محاولة توفير الفارق من جانب وزارة المالية. وتجري الآن مشاورات ماراطونية على مستوى سلطة الإشراف وعلى مستوى ولاية سوسة. وإذا وفرت وزارة المالية مبلغ 14 مليون دينار فسيتم المشروع في أفضل الظروف، علما أنّ الصفقة ليست ثابتة اعتبارا لارتفاع مواد أسعار البناء خلال الأشهر الأخيرة. وهو ما يعني أنّ توفير مبلغ 31 مليون دينار لن يكون كافيا أيضا لإتمام المشروع. وقد نضطر إلى الاستغناء عن بعض مكوناته مثل تهيئة المآوى، التي قد تتكفل بها البلدية». أرقام ودلالات 16.1 مليون دينار: التكلفة الأولية للمشروع. 40 ألف: عدد المقاعد بعد توسعة الملعب 14 مليون دينار: المبلغ المطلوب من وزارة المالية لإتمام المشروع.