ننشر في ما يلي النص الكامل لكلمة سعادة الأستاذ محمد بن محمود العلي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس بمناسبة العيد الوطني الثامن والثمانين للمملكة العربية السعودية. الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد السيد وزير المالية الأخ محمد رضا شلغوم أصحاب المعالي الوزراء .. أصحاب الفضيلة والسعادة النواب والسفراء السيدات والسادة : الأخوة الحضور من المواطنين والمواطنات السعوديين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بكم في هذه المناسبة الغالية ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الثامن والثمانين . تحل هذه الذكرى في كل عام حاملة معها معاني تستحق أن نقف احتراماً واجلالاً لصناع تاريخ هذا اليوم، وفي مقدمتهم القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله) .... في هذا اليوم أتقدم باسمي وكافة منسوبي السفارة بأصدق التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله والي كافة الشعب السعودي لحلول هذه المناسبة (ذكرى اليوم الوطني 88) وهي مناسبة غالية على نفوسنا جميعا تعي فيها الأجيال قصة أمانة قياده.... ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز «رحمه الله» الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكا بعقيدته ثابتاً على دينه. غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، وتتميز بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجاً وأولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها وتوسعتهما بشكل اراح الحجاج والزائرين. نرى بلادنا اليوم عضوا في المجموعة العشرين التي تضم أقوى اقتصادات العالم ونطمح أن تكون نموذجا رائدا على الأصعدة كافة معولين على دور الشباب من المواطنين والمواطنات في ذلك والسعي الدؤوب لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي تمثل بدء مرحلة جديدة من التطوير والعمل الجاد لتكون رافد عزة ورفعة للأمة العربية والإسلامية. وإننا في هذا اليوم نهنئ أنفسنا وأبناء الوطن بقلوب ملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في كافة مجالات الحياة ، نرى ونلمس عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة تمضيان سوياً مع مواصلة تنفيذ المشروعات التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة بكل عزم وإرادة. (العلاقات السعودية التونسية) يطيب لي أن أطرح عليكم أيها الحضور الكريم عرضا مختصرا يجسد الروابط الأخوية القائمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية. تتميّز العلاقات التونسية -السعودية بعراقتها، حيث تعود إلى عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله وطيّب ثراه، الذي استقبل سنة1951 زعيم الحركة الوطنية التونسية القائد الحبيب بورقيبة ، وما قامت به المملكة من الدعم المعنوي والمادي السخي الذي ساهم في دعم الحركة الوطنية التونسية في نضالها من أجل نيل الاستقلال. تم ابرام اتفاقية الصداقة والتعاون بين تونس والمملكة ، في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1966م ، وتجسيدا للروابط الأخوية التاريخية القائمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية ، وتأكيدا للإرادة الصادقة لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ( أيده الله ) وأخيه سيادة الرئيس الباجي قائد السبسي وعزمهما الراسخ على تطوير مختلف أوجه التعاون والارتقاء به الى شراكة فاعلة ومتضامنة بين البلدين الشقيقين عقدت على اثر تلك العلاقة اللجنة المشتركة السعودية التونسية في عام 2017م وتم اتفاق الجانبين على تنظيم الدورة العاشرة للجنة المشركة خلال العام القادم بالعاصمة السعودية . وكان في جلّ اهتمام الجانبين تعزيز العلاقات الاقتصادية والتباحث حول السبل الكفيلة للرقي بالعلاقات بين البلدين الشقيقين لآفاق واسعة ومنها : البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم بين مركز النهوض بالصادرات بتونس وهيئة تنمية الصادرات لعامي -2018 2019. وفي المجال الصناعي يتم تعزيز فرص الشراكة والتكامل الصناعي وتبادل الخبرات. التعاون في مجال الطاقة والتعدين. (الطاقة المتجددة الكهرباء والربط الكهربائي). التعاون في المجال المصرفي والمالي والجمارك. التعاون في المجال الإنمائي: أعلنت المملكة في منتدى تونس 2020 الاقتصادي عن تقديم مجموعة مساعدات بقيمة 800 مليون دولار تتمثل فيما يلي : قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تبرعا بمبلغ 85 مليون دولار لإنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان الجامعي بمدينة القيروان، كما قدم حفظه الله منحة بقيمة 15 مليون دولار لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان. اتفاقية قرض بقيمة 85 مليون دولار امريكي لإنجاز مشروع المساكن الاجتماعية المرحلة الثانية في بعض الولاياتبتونس ويأتي هذا المشروع امتدادا للمرحلة الأولى التي مولها الصندوق في عام 2013م ويهدف المشروع الى المساهمة في توفير حوالي 20 ألف وحدة سكنية ملائمة للمواطنين لرفع المستوى المعيشي وتحقيق سبل العيش الكريم. اتفاقية قرض بقيمة 40 مليون دولار امريكي لإنجاز وتجهيز مستشفيين بكل من الجم وسبيبة. التوقيع على مذكرة تفاهم لتمويل صادرات سعودية الى تونس بمبلغ 200 مليون دولار امريكي. أعلنت المملكة في هذا العام التبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار لترميم جامع الزيتونة , ومبلغ ( 2.000.000 ) ريال لصيانة مسجد الملك عبدالعزيز في تونس , على أن يتولى الصندوق السعودي للتنمية وسفارة المملكة لدى تونس والجهات المختصة في الحكومة التونسية الإشراف والمتابعة والتنفيذ على المشروعين . وافق الصندوق السعودي للتنمية على تقديم قرض لتونس بقيمة 129 مليون دولار سيخصّص للمساهمة في تمويل مشروع بناء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية، ويتابع الصندوق تمويل مشروعات تنموية أخرى تتمثل بالخصوص في محطة الكهرباء بسوسة، ومشروع شبكة الغاز الطبيعي بالشمال الغربي، ومشروع تطوير منظومة التدريب المهني. في مجال الاستثمار الاستثمارات السعودية بلغت قيمتها 400 مليون دولار، ووفرت ما يزيد على 6000 فرصة عمل مباشر. كما بلغت قيمة المشروعات التنموية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية 500 مليون دولار. وفي الختام أتقدم بالشكر على حضوركم لهذه المناسبة مع صادق الدعاء لتونس وشعبها بمزيد من الرقي والازدهار ، وحفظ الله المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وشعبها وقيادتها ، وعاشت الأخوة السعودية التونسية . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...،...