انطلقت امس فعاليات المنتدى الاقتصادي التونسي الليبي الذي ينظمه مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بالشراكة مع مركز النهوض بالصادرات ومع الشركة التونسية لتأمين التجارة الخارجية « كوتيناس» و مركز تنمية الصادرات الليبي و الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة بليبيا و المؤسسة الإسلامية للتأمين على الاستثمار وائتمان الصادرات و شركة التكافل للتأمين. وقد اشرف على الجلسة الافتتاحية رئيس الحكومة يوسف الشاهد بحضور رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بسام الوكيل و مجموعة من الوزراء والمسؤولين الليبيين الرسميين وأكثر من مائة من رجال وسيدات الأعمال الليبيين الذين يمثلون قطاعات عديدة ومختلفة بالإضافة إلى 200 رجل وسيدة أعمال تونسيين .. وكانت فقرات هذا اليوم عبارة عن ورشات عمل ولقاءات مباشرة لتجسيد الهدف من هذا المنتدى وهو استرجاع الثقة ومستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى ما كانت عليه الأمور سنة 2010 التي كانت تمثّل مرجعا في هذا السياق. كما يندرج هذا المنتدى في إطار الجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس أعمال تونس إفريقيا لفتح قنوات التعاون المثمر بين تونس وكافة بلدان القارة . وهو كذلك تكملة للزيارة التي أداها إلى طرابلس وفد تونسي يضم حوالي 70 رجل وسيدة أعمال في بداية شهر جويلية الماضي حيث زاروا العديد من الشركات والمؤسسات طيلة يومين كاملين وجدوا خلالهما ترحابا منقطع النظير من قبل الأشقاء سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الفردي وفي إطار المنظمات غير الحكومية . ولا شكّ أن هذا المنتدى سيكون فرصة ثمينة لإحياء هذه العلاقات التاريخية وإعادة نسقها على جميع المستويات وخاصة على المستويين الاقتصادي والتجاري طالما أن ليبيا تبقى دائما الشريك الاستراتيجي لتونس وأن هذا المنتدى سيلعب دور المحفّز من أجل دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين . وسيركّز المنظمون في هذا المنتدى على قطاعات تعتبر قاطرة للقطاعات الأخرى ومنها بالخصوص الصحة والنقل واللوجستيك مع بحث اشكاليات المشاكل الحدودية ومشاكل العبور وتحفيز المبادلات التجارية بين البلدين وتقوية الاستثمارات بين البلدين . وعلى هذا الأساس سيكون هذا المنتدى الاقتصادي الأرضية الملائمة لدعم أسس التعاون الثنائي بين تونس والشقيقة ليبيا انطلاقا من أن اقتصاد البلدين يتكاملان ويحتجان لبعضهما البعض لتحقيق النمو المنشود . وقد ظهرت مؤخرا في ليبيا إشارات ومؤشرات إيجابية جدّا ستكون حافزا على إعادة البناء في هذا البلد الشقيق . ومن هنا تأتي ضرورة تموقع المؤسسات التونسية في المساهمة في الجهد الضروري لإعادة البناء وإعادة إحياء الاقتصاد الليبي الذي سينعكس تعافيه ونموّه مباشرة وبصفة إيجابية جدا على الاقتصاد التونسي الذي يعاني منذ سنوات من صعوبات جمّة لعدّة أسباب لعلّ أهمّها انخفاض نسق التعاون والتبادل مع ليبيا .