إقدام الشاب المتحصل على جائزة رئيس الدولة بعد التخرج على محاولة الانتحار بسبب بطالته وعدم حصوله على شغل اهانة اخرى للدولة. صاحب المرتبة الاولى وطنيا والحاصل على جائزة رئيس الدولة وجد نفسه بعد التكريم عاطلا عن العمل في دولة عاجزة عن توظيف وتشغيل نخبتها التي صارت تفضل الانتحار والموت. إقدام الشاب المتوج وطنيا والحاصل على جائزة رئيس الدولة على الانتحار رسالة يأس قوية لآلاف الشبان التونسيين الذين فقدوا ثقتهم في الدولة وفي كل السياسيين الذين قدموا وعودا كاذبة على مدى سنوات لكل التونسيين الذين صاروا اليوم يواجهون وضعا صعبا. معلومات رسمية تشير اليوم الى ان مصالح الهجرة في دولة كندا تلقت خلال هذا العام اكثر من 50 الف مطلب هجرة... مطالب قدمها عاطلون متخرجون من الجامعات وأطباء ومهندسون واساتذة جامعيون صار حلمهم الهجرة من تونس والبحث عن مستقبل جديد في دولة اخرى تقدر نجاح ابنائها وتوفر لهم فرصة للابداع والتألق. الدولة في السنوات الاخيرة تخلت عن واجبها تجاه شبابها وكل مواطنيها حتى ان الحصول على علبة حليب في الاسواق والمتاجر يحتاج الى ً أكتاف ً وتدخلات ووساطات. اليوم الكثير من الجهات تعمقت معاناتها وزاد تهميشها وارتفعت نسبة الفقر فيها وفاقت نسبة البطالة كل التوقعات ولا حلول تطرحها الحكومة ولا مبادرات ولا برامج حتى ان أطرافا كثيرة صارت تتوقع ان تعرف البلاد في المدة القادمة احتجاجات وتحركات لا مثيل لها بعد ان تسرب اليأس الى كل الشرائح والفئات. الجميع اليوم خاب ظنهم في كل السياسيين الذين حكموا تونس بعد جانفي 2011 ، كلهم رفضوا الاعتراف بالفشل والآن أصبحت البلاد على كف عفريت واستفحلت الازمة الاقتصادية وازداد عدد الفقراء وغابت برامج التنمية وكانت كل الوعود كاذبة. واجب الدولة ان تتدخل وتقدم الحلول والتصورات والبرامج حتى تنقذ شبابها من الانتحار والهروب والهجرة، كل السياسيين كذبوا وتورطوا وفشلوا وحده الشعب دفع الثمن غاليا وربما سيدفع اكثر خلال المدة القادمة.