شاب تونسي جديد أقدم أمس على الانتحار في ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على البطالة ... فيما تتعاقب حالات " الانتحارغير المقصود " غرقا في مياه البحر أثناء محاولات " الحرقان " و"الهجرة السرية ".. احمد زعفوري البالغ ال32 من عمره فارق الحياة أمس في مستشفى بمدينة صفاقس رغم محاولات انقاذه ... فيما كان مئات من أترابه العاطلين عن العمل يتظاهرون للمطالبة بالحق في الشغل في سيدي بوزيد وفي مدن أخرى ..بما في ذلك في ساحة القصبة حيث تداخلت مطالب العاطلين عن العمل العائدين من الشقيقة ليبيا بشعارات الشباب " البطال " "المقيم" بتونس.. حادثة الانتحار الجديدة صرخة فزع جديدة موجهة الى كل السياسيين والنقابيين "الرسميين والمعارضين " الذين انشغلوا عن ملفات التشغيل بأولويات "سياسية " شخصية وحزبية وجهوية ايديولوجية .. تختلف كثيرا عن أولويات مئات الالاف من الشباب الذي يعاني منذ سنوات مرارة " انسداد الافاق " والبطالة ..مما دفع بعضه الى اللجوء الى الحلول اليائسة ومن بينها محاولة الانتحار..والانتحار.. أو التورط في العنف والسرقة وتعاطي المخدرات وفي عصابات الجريمة المنظمة .. صيحة الفزع اطلقها قبل سنوات 3 من ابرز علماء الاطباء النفسانيين هم الدكاترة أنور جراية وجودة بن عبيد ووسيم السلامي ..وقد قدر هؤلاء الدكاترة ان عدد محاولات الانتحار في تونس يفوق ال 10 الاف ..فقامت الدنيا ولم تقعد لما نشرنا تلك الدراسة في هذا الركن ..ثم لما نظمت قناة حنبعل بعد ذلك مباشرة ملفا تلفزيا حول هذه "ّ الظاهرة " بمشاركة شبان حاولوا الانتحار واعلاميين تابعوا الملف .. وبعد 3 أشهر عن استشهاد محمد البوعزيزي ثم أكثرمن مائتين من الشباب التونسيين يعود ملف الانتحار الى السطح ليكشف أن الشباب لا يزال ينتظر اجراءات ملموسة تفتح آفاقه ..وتعيد له الثقة في نفسه وفي المستقبل .. قد يكون الشباب في حاجة الى من يحدثه عن الصبر والواقعية ..وقد يتفهم ذلك الحديث ..لكنه لن يصبر طويلا على " الاجندات الحزبية والايديولوجية والسياسية" التي تسعى الى تحقيق مكاسب أو احتلال كراسي على حساب دموعه ودمائه .. في نفس الوقت لابد من ان تفهم النقابات " الاساسية " الدرس ..لان الحكومة قدمت بعد الثورة زيادات في اجورقسم من العمال والموظفين كلفتها فاقت ال400 مليون دينار..مقابل وعود لمعالجة ملف البطالة في الجهات الداخلية بما قيمته 500 مليون دينار..فقط؟