أنا الآن في حالة استنفار قصوى وعلى جميع الأنفار أن يكونوا مثلي في حالة استنفار حتى نتصدى للممارسات الدكتاتورية ونحمي الديمقراطية. الوضع خطير ولا مجال للسخرية أو التهكم أو الاستخفاف لا سيما وأن التحذير جاءنا هذه المرة من القيادي النهضوي سيد الفرجاني، أليس للرجل باع وذراع وتاريخ نضالي طويل في مجال الاستعلامات. يقول «سيد» الاستنفار إن «حركة النهضة مستهدفة من قبل يوسف الشاهد ومن معه لفتح الطريق لانتخابات 2019» ويضيف في تصريح لبرنامج ناس نسمة هذه الجمعة أن ‹›هناك معلومات (وصلته) تفيد بأن شخصيات محيطة برئيس الحكومة تتوعد حركة النهضة بفعل مشين حال تمرير الميزانية››، وأن «الشاهد سيستغل النهضة لتمرير الميزانية ثم سينقلب عليها››. إذا قال «سيد» فلنصدّقه فلب القول ما قال «سيد»، وإذا دعانا إلى الاستنفار للتصدي للممارسات الدكتاتورية» فلنستنفر ولا تأخذنا في الاستنفار لومة لائم لأن هناك في تقدير صاحبنا «تهديدات مباشرة باستهداف النهضة» على حد قوله. إلّا النهضة، لا يهم إن كنت نهضويا أو محايدا أو خصيما للنهضة، المهم أن تستنفر دفاعا عن الديمقراطية وعن النهضة تحديدا مهما كان موقفك منها. قد يكون فيكم رجل رشيد من خصوم النهضة أو من أتباعها العقلانيين المتعقلين الموضوعيين سيتساءل عن علاقة الانقلاب بالنهضة. وسأجيب نيابة عن سيد الفرجاني. النهضة ذات تاريخ نضالي طويل لم تتمكن فيه من الانقلاب على بورقيبة ولا على بن علي، وهي اليوم في الحكم جزاء لما صبرت ويجوز لها أن تنقلب ديمقراطيا على من تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء. يمكنها أن تنقلب مثلا على المرزوقي أو بن جعفر أو قايد السبسي أو الشاهد متى انتهت مصلحتها لكن لا يمكن لأي منهم أن ينقلب عليها ولا حتى على عقبيه. مكان النهضة الطبيعي في الحكم وليس في المعارضة وإذا ما قرر الشاهد الاستناد إلى كتلة «الائتلاف الوطني» الوليدة وتحالف مع خصوم النهضة فقد يسلب منها أغلبيتها ما يعتبر انقلابا على الحركة التي تدافع عنه حتى الآن. قد يتساءل أحدكم عن علاقة هذا كله بالدكتاتورية والحال أن الأنظمة الموغلة في الديمقراطية تبيح تغيير التحالفات وانقلاب هذا الطرف على ذاك بما يخدم مصالحه فأصارحكم بالقول إني لا أملك الإجابة، ولن أبدو مقنعا مهما تفننت في الكذب، لهذا سأترصد سيد الفرجاني عله يتكرم بالإجابة فهو أدرى منا وأعلم وهو خبير والله أعلم.