فوضى... رتابة... وجوائز بالجملة .. تلك هي أبرز سيمات سهرة اختتام الدورة الخامسة لأيام قرطاج الموسيقية التي مثّل الجزء الاول منها نقطة الضوء الوحيدة على اعتبار مضمونها المهدى الى روح فقيد الأغنية التونسية حسن الدهماني في تنفيذ موسيقي على درجة عالية من الحرفية بقيادة المايسترو عبدالرحمان العيادي. مواكبة: محسن بن أحمد أكدت السهرة الختامية لأيام قرطاج الموسيقية في الجزء الاول منها ان الجمهور على ظمإ كبير للحن التونسي الاصيل للمضمون الانساني النبيل وللصورة الشعرية الراقية وهو ما برز جليا من خلال العرض الغنائي المهدى الى روح الفنان الخالد حسن الدهماني بقيادة المايسترو عبد الرحمان العيادي الذي نفذ بحرفية عالية كل تفاصيل هذه التحية. وأكد من خلالها ان أنامل الزمن الجميل مازالت على العهد مع الابداع الموسيقي الذي يكتب الحياة في أجل وأبهى مظاهرها. الجزء الأول من السهرة كان نقيا صافيا مفعما بالحب والابداع الصادق انطلاقا من معزوفة «الغياب» التي أكد من خلالها المايسترو عبد الرحمان العيادي انه رائد في مجاله بحسه الابداعي الذي يتوق دائما الى معانقة الشمس.. وعادت منيرة حمدي الى لحن قديم جمعها بالراحل حسن الدهماني ثم كان أسامة القاسمي فأنيس اللطيف وأمير عبد الله وآمال الغربي وسهير الصغير من خلال أغان خالدة للراحل وأخرى لرواد من الطرب التونسي والعربي ليتم الكشف عن مرثية مؤثرة صاغها الجليدي العويني وتولى تلحينها عبد الرحمان العيادي. صوت النغم مجروح فاقد حبيب الروح يا بو الحسن يا راحل يبكي الوتر وينوح وحدث ما لم يكن في الحسبان أن بدأ الجمهور بالمغادرة مع انطلاق وإعلان النتائج وتوزيع الجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات وسط فوضى عارمة أكدت سوء التنظيم الذي كان ظاهرا للعيان منذ البداية .. ولا أدل على ذلك الكراسي الفارغة على الركح والتي مثلت خلفية عملية توزيع الجوائز والاستنجاد أكثر من مرة بالاستاذ شوقي الطبيب لتسليم مجسمات الدورة لأصحابها من الفائزين.. ثم هذا الكم من الجوائز وهو ما يدفعنا الى التساؤل: حول الغاية الاساسية من هذا الكم إذا كنا نروم التأسيس لفعل ابداعي جاد وله خصوصياته وله نواميسه وسطوته وتوهجه. أجمع كل الحاضرين على أن إدارة أيام قرطاج الموسيقية أساءت الاختيار في توجهها الكامل نحو التشبيب والقطع مع الماضي وقد ظهر ذلك جليا في الفوضى التي برزت بشكل واضح في سهرة الاختتام وكان من الأحرى على إدارة الايام تشريك أصحاب الخبرة لتأطير المكلفين بالتنظيم من الشباب حتى يقع تفادي ما تعرض له عدد من ضيوف الدورة من تهميش ولامبالاة وفي الاعتقاد ان وزارة الشؤون الثقافية على بيّنة تامة بهذه النقائص التي مثلت نقطة سوداء في الايام لذا لا غرابة ان يتم التعامل بصرامة مع كل من كان خارج الخدمة في سهرة الاختتام بدرجة أولى. ويبقى موسم الموسيقى التونسية بارقة الأمل الوحيدة لاستعادة الابداع الغنائي والموسيقي التونسي الاصيل توهجه الذي خفت بريقه تحت معلقة التجديد الذي كان ضرره أكبر من منافعه بالنسبة للهوية الموسيقية الوطنية التونسية. المتوجون بالتانيت الذهبي في مسابقات المهرجان مسابقة العازفين البارعين أميرة كناني مسابقة موسيقى الهيب هوب أمين عمري (بازامان) مسابقة الخلق الموسيقي اسكندر بن عبيد مسابقة الموسيقى الشعبية التونسية عرض أصوات وإيقاعات (بانوراما) مسابقة الموسيقى الالكترونية هناء شهايدر مسابقة أيام قرطاج الموسيقية للأطفال مسابقة الكورال كورال زغوان مسابقة العزف المنفرد آدم كالية (تونس) (كمنجة) مسابقة الغناء ريان الرقيق (صفاقس) جائزة وكالة تونس افريقيا للأنباء الطفلة أنس بن رمضان (آلة البيانو) من سهرة الاختتام خلافا لسهرة الافتتاح، فقد تولى الوجه التلفزيوني المعروف إقبال الكلبوسي تنشيط وتقديم سهرة اختتام ايام قرطاج الموسيقية بمفرده تابعت إذاعة ماد آف كاليس اختتام الايام من خلال محطة خارجية. سجلت سهرة الاختتام حضور ملكة جمال أريانة التي التقطت لها مجموعة كبيرة من الصور التذكارية سجلت سهرة الاختتام حضور عدد كبير من الفنانين وشعراء الأغنية والملحنين: الناصر صمود، شريف علوي، سلام صلاح الدين، أسامة فرحات، الجليدي العويني، إيمان الشريف، محسن الرايس، أنيس الخماسي، البشير اللقاني، عبد الصمد كورشيد، عزالدين الباجي، هشام النقاطي، منير المهدي، نورالدين بن عائشة، علي الورتاني.. قدم الفنان أحمد الماجري عرضا موسيقيا فرجويا في بهو مدينة الثقافة قبيل الافتتاح الرسمي وقد تابعه جمهور هام شهدت سهرة الاختتام عرض شريط وثائقي من إعداد إقبال الكلبوسي وانتاج التلفزة التونسية تحية لروح فقيد الأغنية التونسية حسن الدهماني. «الغياب» معزوفة موسيقية جديدة في رصيد الملحن الرائد عبد الرحمان العيادي، صفق لها الجمهور بحرارة. ظاهرة لفتت الانتباه هي عدم اهتمام الجمهور الحاضر بالجوائز... حيث غادر عدد كبير منهم القاعة مع بداية اعلان نتائج الايام وتتويج الفائزين. «ما فيباليش» نطق بها الفنان صابر الرباعي عند المناداة عليه لتكريمه في الايام على اعتبار انه «عرّاب» الدورة. اقتصرت جوائز الدورة على توزيع مجسمات تحمل شعار «الأيام دون شهائد». بدا على منيرة حمدي التأثر عند تقديم أغنية «نار الغربة» التي سبق أن قدمتها وسجلتها «دويتو» مع الراحل حسن الدهماني .. وفي سهرة الاختتام قدمتها بمفردها. الشاعر الجليدي العويني ارتجل أغنية هي عبارة عن مرثية تحية لروح الراحل حسن الدهماني كاشفا في ذات الوقت ان النية كانت متجهة لإعداد أغنية لحسن الدهماني في تلحين لعبد الرحمان العيادي... لكن يد المنون كانت الأسبق ولم يتجسم هذا الحلم. تولى الشاعر البشير اللقاني توزيع دعوات على العديد من الفنانين لحضور سهرة أربعينية الفنان حسن الدهماني تحت اشراف وزارة الثقافة مساء الخميس 11 أكتوبر في مدينة الثقافة