بَعيدا عن ضَجيج البطولة المحلية بدأت عناصرنا الدولية منذ الأمس في التحضير للمُواجهة المُكرّرة أمام النيجر وذلك في إطار الجولتين الثالثة والرّابعة من التصفيات المُؤهلة للكأس الافريقية التي من المُقرّر أن تَحتضنها الملاعب الكامرونية في صَائفة 2019. ورغم وجود بعض العَوائق فإنّ المنتخب الوطني عَازم على هَزم النيجر لتأكيد الجَدارة بريادة مجموعته علاوة على حَسم أمر الترشّح بصفة مبكّرة تَفاديا لكلّ المفاجآت غير السّارة. ومن المعلوم أن فريقنا كان قد استهلّ السباق بفوزين ثَمينين على حساب مصر وسوازيلاند لتحتلّ بذلك تونس مركز الصّدارة وتجلس على بعد ثلاث نقاط من «الفَراعنة» وهم على الورق وبلغة المَنطق منافسنا الأشرس على المركز الأوّل و»رَفيقنا» المُنتظر إلى «كان» الكامرون. هَاجس الاصابات ضَربت مَوجة الإصابات عددا من اللاعبين الدوليين قبل البداية الفِعلية لتربّص المنتخب الذي سيخسر خدمات أكثر من عنصر ذي ثِقل كما هو الحال بالنسبة إلى وهبي الخزري حيث تؤكد المعلومات القادمة من عيادة «النسور» أنه سيكون خارج الحسابات بسبب الإصابة التي تعرّض لها مع «سانت ايتيان» وذلك أثناء مُواجهة «ليل» ضِمن الجولة التاسعة من الدوري الفرنسي. ولاشك في أن احتجاب وهبي عن التشكيلة التونسية يُشكّل خسارة فادحة للفريق المُراهن على المَهارة الفردية لهدّافنا التاريخي في البطولة الفرنسية. الأمر لم يَقتصر على الخزري بل أنّ الاصابات هَاجمت أيضا عصام الجبالي المُحترف في «روزنبورغ» النرويجي ومن المفروض أن يَضعه البنزرتي خارج «مُخطّطاته» الفنية. رعاية خاصّة نَبقى داخل عيادة المنتخب لنشير إلى أنّ مُحترفنا في الأهلي المصري علي معلول جاء إلى تونس مُحمّلا بإصابة بَليغة قد تَفرض عليه راحة طويلة تُفيد التقديرات الأولية إلى أنّها قد تكون في حُدود أربعة أشهر (تَتمثّل الاصابة في تَمزّق على مستوى العَضلة الضّامة). ومن المُنتظر أن يخضع معلول إلى المُراقبة تحت إشراف الدكتور سهيل الشملي الذي سيقوم بدور مُزدوج بما أن اللاعب لن يحتاج إلى العِلاجات الطبية فحسب بل أن وضعيته تَتطلّب أيضا العِناية النَفسية ليتغلّب على «مِحنته» الصحية ويستعيد عَافيته في أقرب الآجال المُمكنة. وفي ظلّ الغياب الاضطراري لمعلول عن تشكيلة المنتخب استنجد البنزرتي بأحد الأسماء الموجودة في «قائمة الطَوارىء» وقد استدعى فوزي الظهير الأيسر للترجي أيمن بن محمّد ليكون بجانب مُحترفنا في «ديجون» أسامة الحدادي الذي يحلم بإنتزاع مكان دائم في التشكيلة التونسية بعد أن كان معلول قد فرض عليه البقاء على بنك الاحتياط وسط جدل واسع لاقتناع الكثيرين بأن الوقت حان ليأخذ الحدادي فُرصته بالكَامل مع «النّسور». تأهيل بن يوسف تُؤكد الأنباء القادمة من محيط المنتخب أن فخرالدين بن يوسف «سَيهرب» من حالة الاكتظاظ التي تعيشها العيادة التونسية وتُشير مصادرنا إلى أن محترف «الاتّفاق» السعودي أصبح في أتمّ الجاهزية ليكون ضِمن المجموعة التي سيراهن البنزرتي على خَدماتها في مُواجهتي النيجر يومي 13 و16 أكتوبر في رادس و»نيامي». الفوضى التَنظيمية.. إلى متى؟ تَكتسي مباراة النيجر أهمية كبيرة في مَسيرة المنتخب الذي يريد الدفاع عن عرشه في الصّدارة والتقدّم بثبات نحو النهائيات الافريقية وبناء عليه فإنّ المنطق يفرض الاستعداد لهذه المواجهة المِفصلية على كلّ المستويات الفنية والتَنظيمية والجماهيرية لتكون الخَاتمة سعيدة. لكن يبدو أن المسافة شاسعة بين المنشود والموجود بدليل الفوضى التي سيطرت على العملية التَنظيمية للقاء 13 أكتوبر في رادس. ذلك أن جلّ المسؤولين عن نشاط المنتخب والسّاهرين على الملف الجماهيري كانوا أمس خارج نطاق الخِدمة ولم يُقدّموا للناس أبسط المعلومات عن اللّقاء المُرتقب ضدّ النيجر. وهذه الفَوضى العَارمة والمُتكرّرة يتحمّلها بدرجة أولى الرئيس وبقية الأعضاء المَعنيين بنشاط الفريق كما هو شأن هشام بن عمران قائد لجنة المنتخبات الوطنية وابراهيم عبيد الذي «حَارب» للسيطرة على عملية بيع التذاكر وقد نال مُراده ووضع يده بصفة فِعلية على الجَوانب التَنظيمية والمالية دون أن يَتغيّر الحَال بين «عَهدي» ابراهيم عبيد وبلال الفضيلي المُستقيل من الجامعة. وقد كان من المفروض حسم ملف الحضور الجماهيري بصفة مبكّرة لضمان نجاح اللّقاء الذي يحتاج إلى اجراءات تَشجيعية وحملات تَسويقية لتحفيز النّاس على الحُضور ليلا إلى مدرّجات رادس التي أصبحت تُعاني من «هِجرة» الأحباء لغياب الفُرجة وتَعاظم العنف فضلا عن المتاعب و»المَخاطر» التي تُهدّد قَاصدي رادس الذي مازالت «رائحة المَوت» تُسيطر على مُحيطه الخَارجي. برنامج المنتخب من 8 إلى 12 أكتوبر: التمارين في زويتن ورادس 13 أكتوبر: تونس - النيجر (س 19 و15 دق) 14 أكتوبر: السّفر إلى «نيامي» عبر رحلة جوية خاصّة 16 أكتوبر: النيجر - تونس (س16) الوضعية الحالية لمجموعة تونس 1) تونس 6 2) مصر 3 3) سوازيلاند 1 4) النيجر 1