تونس الشروق: أعلنت حركة نداء تونس في بيان لها أمس الأول القطيعة مع حركة النهضة إلا أنه وبعد أقل من يوم على صدور البيان التقى رئيس حركة النهضة برضا شرف الدين رئيس لجنة إعداد مؤتمر النداء. اختارت حركة نداء تونس بعد الاصطفاف خلف موقف مؤسسها الأستاذ الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية بعد قرابة الأسبوعين من التفكير في مسالة القطيعة مع حركة النهضة حيث انه وبعد حواره يوم 24 سبتمبر أعلنت هي موقفها ذاك يوم 8 أكتوبر. ولعل ما دفع الحركة إلى الحسم في موقفها من قرار رئيس الجمهورية بالقطع مع حركة النهضة هو ما تمخض عنه اللقاء الأخير بين الشيخين حيث انه أكد حالة القطيعة بين الرئيس والحركة مع استثناء رئيس حركة النهضة من تلك القطيعة بحكم صداقته بالأستاذ الباجي قائد السبسي أي العلاقة الشخصية التي تربطهما. وسارعت حركة نداء تونس الى إعلان موقفها من التوافق اثر لقاء الشيخين وأكدت أنها أصبحت في قطيعة مع حركة النهضة مع التأكيد على اعتبارها لحكومة يوسف الشاهد حكومة حركة النهضة إضافة الى الإشارة الى ان هذا الموقف هو نابع من موقف الرئيس المؤسس لحركة نداء تونس. وعلى الرغم من تلك التأكيدات الا ان هناك مؤشرات على ان ابواب العودة الى التوافق لم تغلق بعد وان القطيعة حاصلة لكن فرص العودة الى التوافق لم تنته بعد وفي هذا الصدد هناك مؤشرات عدة سواء في التحركات التي تفرضها حالة القطيعة ولكن لم يتم اتخاذها او على مستوى اللقاءات بين الطرفين. وفي هذا الاطار فان حركة نداء تونس ورغم إعلانها القطيعة مع حركة النهضة واعتبار حكومة يوسف الشاهد حكومة حركة النهضة الا انه لم تتم دعوة وزراء النداء وباقي أعضاء الحكومة الى الاستقالة منها حيث انه اجراء من المفترض ان يتخذ لكنه بقي كمؤشر على عدم رغبة النداء في القطع النهائي. وعلى الصعيد ذاته تواصلت اللقاءات بين الطرفين حيث التقى رئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي أمس برئيس لجنة إعداد مؤتمر حركة نداء تونس النائب رضا شرف الدين وبالرغم من انه لم يتم الإفصاح عن محتوى اللقاء او أسبابه الا انه مؤشر آخر على تواصل اللقاءات بين الحزبين وعدم انقطاعها. اذن فان الواقع السياسي يؤكد ان القطيعة بين حركة نداء تونس وحركة النهضة ليست نهائية بعد وأبواب التحاور مازالت مفتوحة رغم قلتها، كما ان مكان الاجتماع الاخير له دلالته حيث انه تم في منزل الاستاذ راشد الغنوشي وبحضور عضو مجلس الشورى عن جهة سوسة محمد الشملي.