بعد يوم من إنتهاء أشغال مجلس شورى حركة النهضة في دورة عادية عقدت يومي السبت والأحد الفارطين إلتقى راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج في لقاء هو الأوّل من نوعه بعد حوار تلفزي أدلى به رئيس الجمهورية وأثار كثيرا من الجدل بشأن إعلان القطيعة مع حركة النهضة. على إثر اللقاء الذي جمع “الشيخين” تفاجئ الرأي العام التونسي ببيان صادر عن حزب نداء تونس يحاول فيه بكلّ وسائل “الجيمناستيك اللغوي” التبرّء من اللّقاء لينصّب نفسه ناطقا رسميا باسم رئيس الجمهورية الذي يشترط الدستور الجديد للبلاد أن يستقيل من رئاسة حزبه فور وصوله إلى قصر قرطاج. بيان نداء تونس أثار الجدل في التوقيت والشكل والمضامين وعلىوجه الخصوص تأكيده بشكل متكرّر على أن “مضامين” اللقاء التي يفترض أن يعلمها “الشيخان” أكثر من غيرهما بدرجة أولى بالإضافة إلى محاولة الفصل بين العلاقة الشخصية بين السبسي والغنوشي وعلاقة القطيعة بين السبسي وحركة النهضة في إشارة واضحة إلى علاقة الحزبين بعد الأزمة السياسية الأخيرة في المشهد. “البيان الفضيحة”، “البيان الكراكوز” ووصل الأمر حدّ المطالبة بالإفراج عن المكلّف السابق بالشؤون السياسية لنداء تونس برهان بسيس المودع في السجن لكتابة بيان سياسي كلّها تعاليق تداولها بكثافة عدد كبير من النشطاء فيصفوف النداء ومن خارجه في تفاعل مباشر مع البيان الذي لا يزال تصنيفه غير واضح بعد من حيث الشكل والمضمون معا. بعيدا عن كون الإتيان بحيثيات اللقاء يعتبر تداخلا بين الحزب والدولة وبعيدا عن أن كون ذلك سطوا واضحا على مهام الناطق الرسمي باسم مؤسسة رئاسة الجمهوريّة وبعيدا أيضا عن التوقيت المثير للجدل وبعض العبارات والتراكيب اللغويّة الفضفاضة الذي تحاول بكل الأشكال التذكير بالقطيعة بين الباجي قائد السبسي وحركة النهضة رغم البيان الختامي لمجلس الشورى قد كرّس وثبّت نفس الموقف السابق فإنّ البيان الأخير للنداء سقطة سياسية أخرى تثير عديد الأسئلة. ولأن البيان أصبح “ظاهرة سياسيّة” أقرب إلى مشهد كوميديا سوداء في زمن الأزمة السياسيةالحالية والتخبط الذي تعيشها قيادة نداء تونس جمعنا لكم جملة من التعاليق التي قد تفيد القارئ في الفهم والتحليل وقد لا تفيده ولكنّها حتما ستثير فضوله وأشياء أخرى.