للأسف لازالت تونس تتصدر قائمة البلدان الأكثر تعاسة وبؤسا في العالم وذلك وفقا للمؤشر الذي وضعه الخبير الاقتصادي «أرثر اوكن». تونس صارت الان في اخر ترتيب المؤشر من بين الكثير من البلدان التي كنّا الى وقت قريب نتفوق عليها لكن الوضع اختلف اليوم بسبب فشل الجميع. كل السياسيين وكل الحكومات التي تعاقبت على حكم تونس في السنوات الاخيرة مسؤولة عن هذا البؤس وعن هذه التعاسة التي بلغها التونسيون. كل الأرقام والمؤشرات تضع تونس في أسفل الترتيب ، تونس اليوم اكثر البلدان العاجزة عن استقطاب المستثمرين وعن مقاومة الفساد الذي صار ينخر كل أجهزة الدولة. السياسيون الذين تعاقبوا على حكم تونس في السنوات السبع الاخيرة تحولوا الى عنوان حقيقي للفشل ويتحملون مسؤولية الانهيار الكبير للدولة. اليوم يعاني التونسي من انعدام الأمل وصار اكثر خوفا من المستقبل في الوقت الذي تتواصل فيه الخلافات السياسية والصراعات الحزبية على حساب مصلحة الشعب الذي فقد الثقة في كل السياسيين الذين احترفوا الكذب والنفاق. تونس اليوم بحاجة الى سياسيين قادرين على انقاذها وقادرين على صنع مستقبل أفضل لأجيالها. تونس اليوم تحتاج الى من يصلح تعليمها وينقذ اقتصادها ويخلصها من الأزمة التي تعيشها وطالت اكثر من اللازم. كل السياسيين كذبوا على الشعب واخفوا حقيقتهم وجعلوا من التونسيين في اخر ترتيب مؤشرات السعادة في العالم. سينتظر التونسيون كثيرا حتى يحاسبوهم على فشلهم وعلى ماسببوه للدولة من انهيار لذلك على التونسيين ان يستعدوا من الان ويقرروا التصدي للفاشلين في الاستحقاقات الانتخابية القادمة وإزاحتهم من المشهد. كل الأرقام والمؤشرات تؤكد اليوم ان الأيام القادمة ستكون صعبة على التونسيين الذين يعانون من الظلم الجبائي ومن ارتفاع الأسعار وانهيار الدينار وتردي التعليم وغياب الرعاية الصحية وهيمنة المهربين على الاقتصاد... في الأثناء يتواصل استمتاع السياسيين بلعبةالسلطة والمصالح على حسابنا جميعا.