أصبح أمر اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا والحديث عن اغتياله لغزا يحير العالم مع اشتداد الضغوط على المملكة العربية السعودية للتعاون في الكشف عن مصيره المجهول أنقرة (وكالات) وفي اخر فصل من هذا اللغز حثت وزارة الخارجية التركية، الرياض على السماح للمفتشين الأتراك بدخول مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول لدفع التحقيق في اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي. من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين إن «على السعودية أن تستجيب لطلب الحكومة التركية بتفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول». وأضاف: «هناك إجماع في الرأي بشأن تشكيل مجموعة عمل مشتركة للكشف عن مصير خاشقجي على ضوء المقترح السعودي». وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده لم تر أي تعاون في عملية التحقيقات الجارية بقضية الصحفي السعودي، معربا عن أمله «في رؤية ذلك». ويأتي ذلك في ظل ترقب كبير من وسائل الإعلام العالمية أمام القنصلية، لحدوث جديد في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والأنباء التي تتردد عن مقتله. وغادر خاشقجي السعودية إلى الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة «واشنطن بوست» تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطات السعودية مع الإعلام والنشطاء. من جهة اخرى يزداد القلق العالمي يوم بعد يوم حول مصير خاشقجي وازدادت نبرة زعماء العالم المطالبين بكشف الحقيقة وحتى تهديد السعودية بعواقب وخيمة في حال ثبوت تورطها في مقتله. وتوعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترومب السعودية امس، بعقوبات «صارمة» إذا ثبت تورطها في اختفاء الصحفي والكاتب جمال خاشقجي، حسبما أفادت «فرانس برس.» وقال ترومب في مقابلة مع قناة «سي.بي.إس»: «ربما يكون السعوديون وراء اختفاء خاشقجي، وإذا ثبت ذلك فستلحق الولاياتالمتحدة بهم عقابا صارما»، مؤكدا أن «هذا الأمر يعد خطيرا بشكل خاص، لأن هذا الرجل صحفي». بدوره وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالأمر الخطير جدا. وفي مقابلة له مع «فرانس 24» و»ار اف اي» تحدث الرئيس ماكرون اول امس عما وصفها ب»الحقائق الخطيرة جدا» و»عناصر مقلقة للغاية أولا». بحسب ما ذكرته «رويترز». وقال رئيس الدولة الفرنسية في الاجتماع الذي عقد في أرمينيا بعد قمة الفرانكفونية «أنا في انتظار التوصل إلى الحقيقة الكاملة الوضوح.» كما شرعت السلطات البريطانية في صياغة قائمة تشمل مسؤولين وضباط أمن سعوديين، قد تخضعهم لندن للعقوبات على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشجقي في تركيا مؤخرا. ونقلت صحيفة «إندبندنت» عن مصادر في لندن أن السعوديين الذين سترد أسماؤهم في القائمة، قد تطالهم العقوبات بموجب «تعديل ماغنيتسكي»، الذي يسمح للسلطات البريطانية بفرض العقوبات على من ينتهك حقوق الإنسان، مشيرة أن القانون المذكور دخل حيز التنفيذ في ماي الماضي وسيبدأ تطبيقه بعد البريكست. ووفقا للصحيفة، سيعتمد القرار النهائي لفرض العقوبات، على نتائج التحقيق في اختفاء جمال خاشقجي. من جهته أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن بلاده لديها «بواعث قلق خطيرة» حول مصير الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي.وأضاف ترودو في تصريحات أوردتها قناة «سي تي في نيوز» المحلية، أن بلاده ستنتظر حتى اتضاح الأمر قبل أن تدلي بمزيد من التعليقات بهذا الشأن. السعودية من جهتها وفي أول رد رسمي اعتبر وزير الداخلية السعودي أنّ المعلومات التي تتداولها وسائل إعلام عن أوامر صدرت بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول هي «أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة». رأي خبير الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، غيدو شتاينبيرغ: «ألمانيا لا تريد أن تتضرر علاقاتها بالسعودية، لكن في المقابل سيكون الرد المناسب من الغرب في حال تأكد اغتيال خاشقجي بأمر من السعودية هو طرد الدبلوماسيين السعوديين». ما سر ساعة آبل التي يرتديها خاشقجي ؟ كشفت صحيفة «ديلي صباح» التركية، أن ساعة من طراز «آبل» كان الصحفي السعودي جمال خاشقجي يرتديها قبل دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، هي مصدر التسجيلات التي وثقت احتجازه وتعذيبه قبل قتله داخل القنصلية. على حد وصفها. وأشارت إلى أن الساعة كانت متصلة بهاتف تركه خاشقجي بالخارج برفقة خطيبته التركية خديجة جانكيز، قبل دخوله القنصلية. وزعمت الصحيفة أن التسجيلات رُفعت عبر برنامج «اي كولد»، وأن السعوديين حققوا معه وعذبوه وقتلوه، كما أن»فريق الاغتيال» توصل الى الساعة عبر البصمة وشطب بعض الملفات، موضحة أن الجوال كان قد خضع «باك آب فيا». وكانت صحيفة «يني شفق» المقربة من السلطات التركية كشفت تفاصيل تتعلق بمقتل الصحفي جمال خاشقجي خلال مراجعة قنصلية بلاده في اسطنبول.