بقلم: صلاح الشتيوي (خبير في الأشغال البحرية والبيئية) الكوارث هي مؤلمة لكل الشعوب الا ان ما تخلفه من اضرار يختلف من دولة الى أخرى، نقدم هذا العرض حول الكوارث بمختلف انواعها سواء كانت طبيعية او من فعل الانسان نقدم أفكارا وملاحظات حول التعامل مع الكوارث مما يساهم في دعم الإجراءات التي تتخذ من قبل حدوثها والحد من الخسائر بسرعة التدخل، كما نتساءل عن سبب ارتفاع خسائر الكوارث الطبيعية بدول دون أخرى، تنقسم الكوارث الى ثلاثة أنواع: --1كوارث طبيعية: وهي الكوارث التي تتحكم فيها الطبيعة وليس للإنسان أي دور في حدوثها الا انه قد يساهم ويتسبب في زيادة حجمها واضرارها. - 2 كوارث من صنع الانسان: قد تحدث رغم انه لا يتعمد حدوثها الا ان الإهمال البشري دورا فيها ومن امثلتها حوادث انهيار المنشآت لأخطاء في التصميم او التنفيذ -تسرب الغازات السامة -حوادث النقل البري والبحري والجوي-استخدام الأسلحة النووية-الكوارث المخططة ومن امثلتها كوارث الحروب – تلوث المياه والهواء والتربة بسبب الحرائق المتعمدة. -3 كوارث من صنع الطبيعة والانسان: هذه الكوارث اما تبدأ من صنع الانسان وتتممها الطبيعة مثال على ذلك الحرائق المحدودة الذي يتسبب فيها اهمال الانسان ثم تعمل قوة الرياح على انتشار النيران واحداث كارثة، او العكس ان تبدأ الكارثة بفعل الطبيعة ثم يؤدي سوء التصرف من الجانب البشري الى زيادة حجم الخسار ومن امثلتها التدافع عند حدوث زلال. السؤال المطروح ما السبب في فداحة خسائر دول دون أخرى عند حدوث الكوارث؟ أقدم كمثال اليابان التي شهدت منذ سنوات هطول امطار غزيرة تسببت في امطار طوفانيه اجتاحه بشمال اليابان تدخلت السلطات ب 51طائرة هليكوبتر و6000 عون انقاذ واجلت مليون شخص، كانت حصيلة الفيضان موت 5 أشخاص في حين ترتفع خسائر الكوارث في العالم الثالث الى الالاف. عند اطلاعنا على بعض الدراسات حول تفسير سلوك العالم الثالث الغريب امام الكوارث وعدم اخذ الدروس من حوادث سابقة وخرجنا بما يلي: - فقر المواطن: بسبب فقر مواطني العالم الثالث فانهم يضطرون الى البناء العشوائي كما انهم لا يمكنهم تجديد وصيانة منازلهم او تغير اماكنهم. -النمو الديمغرافي: ان بلدان العالم الثالث تشهد نموا ديموغرافيا مهما مما يجعل السلطة عاجزة عن احداث بنية تحتية تصمد امام الكوارث. -الفساد وضعف الحكومات: تعاني بلدان العالم الثالث فساد داخل الإدارة مع نقص في الكفاءات لوضع خطط لمواجهة التغيرات المناخية وكوادر مهنية قادرة على التعامل باحترافية مع الكوارث عند وقوعها. -العوائق النفسية والثقافية: تعود هذه العوائق الى موروث ثقافي وديني حيث تعتبر بعض المجتمعات الكوارث ابتلاء اوعقوبة من الله، وهو الامر الذي يجعل هاته المجتمعات تستسلم امام الكوارث الطبيعية. - غياب ثقافة الاحتياط: ثقافة الاحتياط والاستعداد معدومة في العالم الثالث، فرغم تكرر الكارثة لأكثر من مرة لا تحاول السلط او المواطن اتخاذ الاحتياط اللازمة لتقليل الخسائر. -نقص التغطية الإعلامية والمعلوماتية: في البلدان المتقدمة تحظى الكوارث بتغطية إعلامية ضخمة، حيت تساعد المواطن على معلومات مهمة على الوضع، اما في العالم الثالث فان المواطن أصبح يستعين بوسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومة. وأخيرا ان الكوارث تتميز عند حدوثها بخاصيتين الأولى المفاجئة في التوقيت والثانية هي ضيق الوقت المتاح لأخذ القرار اللازم والصائب وتبعا لذلك فان مواجهة الكوارث الطبيعية تتطلب تضافر مجموعة من الجهود: - المعرفة العلمية للتنبؤ بالكوارث قبل حدوثها. - تكوين خبرات تستطيع التعامل مع الوضع اثناء الكارثة وبعدها. - اعداد برامج حكومية ترتكز على مخطط تعصير البنية التحتية واعداد امثلة تهيئة تأخذ بعين الاعتبار الكوارث الطبيعة السابقة. - سياسة حكومية ناجحة للمحافظة على البيئة وردع المعتدين على للطبيعة. - مشاركة المجتمع المدني والاعلام في التوعية ودعم الجهود لحماية الطبيعة.