بَعد أربع سَاعات في الجوّ ودون تَعطيلات تُذكر في المَطار وصلت البعثة التونسية إلى مقرّ إقامتها في "نيامي" تَمهيدا لمواجهة اليوم ضدّ النيجر لحساب الجولة الرابعة من التصفيات المُؤهلة لكأس افريقيا المُزمع إقامتها خلال الصّيف القادم في الكامرون. وَرَغم ضُعف الأداء فإنّ مُنتخبنا حَقّق العلامة الكاملة بعد الانتصار على مصر وسوازيلاند والنيجر ليتحلّ بذلك الفريق الوطني صدارة مجموعته ويُصبح على مرمى حجر من النهائيات الافريقية إذ يَكفيه اليوم الفوز على النيجيريين في عُقر دارهم وأمام جَماهيرهم للتَوقيع بصفة رسمية على بطاقة التأهّل قبل جَولتين من اسدار السّتار على التَصفيات. كما أنّ نقطة التعادل قد تمنح ترشحا مُبكّرا لتونس خاصّة أن حُظوظ صَاحبي المركز الأخير وهما سوازيلاند والنيجر شبه مَعدومة لينتزع أحدهما تَأشيرة الكامرون من تونس أومصر السَائرتين بثبات نَحو "الكَان" على أن تكون الصّدارة من نَصيب واحد منهما. الصّراحة راحة بعد اللّقاء الأخير أمام النيجر اعترف المدرّب الوطني فوزي البنزرتي بالمردود البَاهت الذي قَدّمه "النُسور" وقال ربّان السفينة التونسية بصراحة عالية إنّ الأداء لم يَرتق إلى مستوى الانتظارات وهو ما يَتطلّب جُملة من التعديلات التَكتيكية والتَغييرات الفنية. وأكد البنزرتي قبل لحظات من اقلاع الطَائرة إلى "نيامي" أن فريقه ذاهب إلى النيجر من أجل مَهمّة مُحدّدة وهي تحقيق الانتصار رغم أنّ نقطة التَعادل قد تكون كَافية للحصول على تأشيرة التأهل إلى الكأس الافريقية قبل المُواجهتين الخِتاميتين أمام مصر وسوازيلاند (الأولى في مصر والثَانية في تونس). الجامعة تَتدخّل في ظِلّ التوتّرات التي تَلت لقاء رادس تَحرّكت الجامعة لتهدئة الأجواء والسّيطرة على الوَضع في سبيل تَحقيق نتيجة ايجابية في "نيامي" على أن تَقع مُناقشة جميع المشاكل الفنية والانفلاتات السُلوكية بعد الرّجوع إلى تونس. ومن المعلوم أن منتخبنا كان قد واجه عدّة صعوبات لفرض ألوانه على النيجر في مباراة رادس كما أن اللّقاء شَهد جملة من التجاوزات التي صدرت بالأساس عن غيلان الشعلالي المتحصّل على بطاقة حمراء بصفة مَجانية وغريبة وكذلك بسّام الصّرارفي الذي رفض مُصافحة مُرافق الفريق المنصف الخويني احتجاجا على قرار تَغييره. وَضَمّت البعثة التونسية إلى النيجر رئيس الجامعة وديع الجريء علاوة على ثلّة من زملائه مثل هشام بن عمران وابراهيم عبيد وأمين موقو وقد أنذر المسؤولون عن المنتخب اللاّعبين لِيَردّوا الفعل بقوة في "نيامي" ويؤكدوا أن "غَصرة" رادس حَادثة عَابرة. حَرارة مُرتفعة تَشهد العاصمة النيجيرية "نيامي" ارتفاعا في درجات الحَرارة التي قد تَصل في مِثل هذا الشّهر إلى 38 درجة ولاشك في أن هذا العامَل يَشغل بال الإطار الفني للمنتخب الوطني المُراهن على خِبرته القارية الكبيرة لتجاوز كلّ العَوائق في سبيل بلوغ النهائيات الافريقية التي لم تَغب عنها رايتنا الوطنية منذ عام 1994. إقامة جيّدة لئن كانت دَرجات الحرارة مُرتفعة نسبيا فإنّ بَعثتنا إلى النيجر تَتمتّع بإقامة جيّدة خاصّة بعد أن نَجح المسؤول القَدير محمّد الغربي في القِيام بجميع التَرتيبات الضَرورية لتوفير كلّ سُبل الرّاحة للوفد الذي اختار التَعويل على "طبّاخ" من أبناء البلد بحثا عن "البِنّة" التونسية وتَجنّبا لكلّ المَخاطر الغِذائية في مثل هذه الرّحلات الافريقية. الجَانب البدني وَاجه المنتخب النيجيريين مساء السّبت الفارط في رادس قبل أن يَطير في اليوم المُوالي إلى "نيامي" ليصطدم اليوم بالخصم نفسه في ظرف زمني قياسي وهو ما يجعل الهَاجس البدني يُسيطر إلى الأذهان. ومن المؤكد أن الكرة ستكون في ملعب المُشرفين على الجانب البدني بقيادة جلال الهرقلي من أجل مساعدة اللاعبين على التَعامل بالشَكل المطلوب مع عائق الإرهاق ولو أن أبناء البنزرتي لم يَسكبوا للأمانة الكَثير من العَرق في مباراة رادس ومن المفروض أن يظهروا في مواجهة النيجر وهم في كَامل جَاهزيتهم والرّجاء كلّ الرّجاء أن لا يتعاملوا مع اللقاء بتلك الطريقة "المُتراخية" التي لاحظها الجميع في مُقابلتي سوازيلاند ورادس. تَحويرات مُرتقبة من المُنتظر أن تشهد التشكيلة التونسية بعض التعديلات مُقارنة بالمواجهة السابقة في رادس وتبدو حظوظ العناصر المُكلّفة بتأمين المنطقة الخَلفية وافرة للبقاء في أماكنها والكلام عن بن مصطفى في المرمى وبْرون ومرياح في الدفاع والحدادي في الجهة اليسرى على أن يشغل المثلوثي الجهة اليمنى في ظل الاوجاع التي شعر بها أمس النقاز . أمّا في منطقة الوسط فإن البنزرتي قد يُجدّد ثِقته في السخيري على أن يضع بجانبه بن عمر العائد من عقوبة الانذار الثاني وسيكون لاعب النجم العنصر الأنسب لتعويض الشعلالي المُتحصّل على بطاقة حمراء في مباراة رادس. وَتبدو الخَيارات كثيرة في الخط الأمامي خاصّة بعد تعزيز المجموعة بالبدري وهو واحد من عدّة أوراق قد يَعتمدها فوزي لصناعة اللّعب ومُهاجمة الخَصم وتَتمثّل هذه "الأسلحة" في السليتي وفخرالدين بن يوسف والصّرارفي وبن محمد وشواط الذي قد يعوض الخنيسي. يذكر أن تمارين المنتخب شهدت أمس بعض الاصابات التي شملت النقاز والخاوي وخليل.