تأسّست بلديّة نعسان بمقتضى الأمر الحكوميّ عدد 601 المؤرّخ في ماي 2016 ، تولّت رئاستها منذ انتخابات 2018، سعيدة الزوايدي، تمتدّ هذه البلديّة الناشئة حديثا على حوالي خمسة آلاف هكتار، يبلغ عدد سكّانها حسب إحصائيّة 2014 ثمانية وعشرين ألفا، ويبدو أنّ العدد قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة ليتخطّى الخمسين ألفا حسب ما صرّحت به رئيسة البلديّة في حوار مع جريدة « الشروق». تضمّ هذه الجهة عشرين حيّا وتنقسم إلى ثلاث عمادات (نعسان وشبدة ودوار الحوش) وتحدّها بلديّات فوشانة والمحمديّة والمروج ومرناق. الخراب والاستقطاب لا توجد بنعسان غير مدرسة إعداديّة واحدة، تلامذة التعليم الثانويّ مجبرون على التنقّل إلى المروج أو إلى جهات مجاورة، ميزانيّة البلديّة أقلّ من مليارين، معاناة لا تنتهي بسبب ما يفرزه واد مليان من حشرات، وقد تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى مصبّ أوساخ. اعترفت الزوايدي بعجزها عن معالجة هذا المشكل البيئيّ نظرا إلى ضعف التجهيزات، ذلك أنّ حملات تطهير واد مليان كانت تتمّ على مستوى جهويّ، وحينما تمّ تكليف بلديّة نعسان بذلك تعذّر عليها، وبناء على ذلك وجب تضافر الجهود في ولاية بن عروس وعلى مستوى وطنيّ إن لزم الأمر لتخطّي معضلة واد مليان. رغم هذا الخراب وهذه المعطيات المنفرة جهة نعسان ظلّت تستقطب آلاف السكان الجدد خلال السنوات الأخيرة، فالتزايد الديمغرافيّ بات على حدّ تعبير سعيدة الزوايدي سريعا لافتا مقلقا، ويغدو الأمر أشدّ تعقيدا بسبب البناء دون رخص، وبأسلوب عشوائيّ، ويبدو حسب بعض المتابعين أنّ غلاء أسعار الأراضي السكنية في المروج ومرناق وغيرهما من المناطق المجاورة من الأسباب التي اضطرّت المواطنين إلى السكن بنعسان رغم قلّة المرافق العموميّة وانعداد مراكز التثقيف والترفيه. القادم أفضل رغم ضعف الإمكانيّات تمكّنت بلديّة نعسان من النجاح في بعض التدخّلات، إذ تمّ تطهير منطقة شبدّة العليا قرب المستوصف، وهي من المناطق السوداء، ومن المشاريع المزمع إنجازها بالجهة تعبيد الطرقات والتنوير العموميّ بتكلفة تفوق 260 ألف دينار، ويُنتظر أن تتكفل الإدارة الجهويّة للتجهير بتمويل تجميل مدخل نعسان باعتمادات تبلغ خمسين ألف دينار، ومن المعطيات التي تزامنت مع الحوار الذي أجرته «الشروق» مع رئيسة البلديّة ورود خبر الموافقة على قرض من صندوق القروض والمساعدات المحليّة قيمته ثلاثة مليارات ونصف، وسيخصصّ هذا المبلغ لتمويل برامج الاستثمار وقد يُستفاد منه لبناء قصر البلديّة، فالمقرّ الحاليّ مسوّغ على وجه الكراء، وهو يفتقر إلى أبسط المقوّمات الوظيفيّة والجماليّة. وفي نفس سياق الأخبار السارّة خصّصت وكالة التهذيب العمراني حوالي مليارين ونصف لتشييد مكتبة وقاعة رياضيّة بالجهة.