تشكو بعض الجمعيّات التي تَحّدثنا إلى رؤسائها من ندرة الملاعب وضيقها قياسا إلى عدد النوادي بمختلف أصنافها واختصاصاتها. هذه الوضعيّة تبدو مقبولة لو قارنّاها بالمشهد الرياضيّ في نعسان، فهذه البلديّة الناشئة التي تُعدّ الأسرع في الجمهوريّة من حيث التزايد الديمغرافي لا تشكو من ندرة الملاعب، بل تعاني من غياب تامّ للملاعب والجمعيّات الرياضيّة معا. نعسان باتت عنوان الفقر والخصاصة والفوضى، فمواطنوها لا يتطلّعون إلى العناية بالنظافة والمؤسسات التربويّة والثقافيّة والاجتماعيّة والصناعيّة فحسب، إنّما هم في حالة من الضيق والقلق والضجر بسبب التصحّر الرياضي، فنعسان التي تمتدّ على خمسة هكتارات يقطنها أكثر من أربعين ألف ساكن حسب آخر الإحصائيّات الرسميّة، وكانت سعيدة الزوايدي رئيسة البلديّة قد أكّدت للشروق أنّ الرقم الحالي يضارع الستين ألفا، وهو مرشّح للمزيد، هذه المنطقة تعجّ بآلاف الصبيان والفتيات والفتيان الراغبين في ملاعب تؤويهم وجمعيّات تحتضنهم، فأولياؤهم أعجز ماديّا من مصاحبتهم إلى ملاعب بالجهات المجاورة. النقطة المضيئة نسبيا التي يمكن أن يستبشر بها سكّان نعسان هي عزم وكالة التهذيب العمرانيّ على تشييد قاعة متعدّدة الاختصاصات وملعب حيّ بجهة شبدّة وهي إحدى العمادات الثلاث بالجهة، وقد أكّدت بلديّة نعسان لجريدة « الشروق» أنّ المشروع تكلفته حوالي مليارين، وسيتمّ الشروع في إنجازه في أقرب الآجال، هذه الخطوة تقتضي خطوات أخرى في مقدّمتها تحمّل المثقفين والرياضيين في منطقة نعسان مسؤوليّاتهم وإقدامهم على تكوين جمعيّات رياضيّة.