جولة جديدة من التصعيد العسكري على قطاع غزة، تعرضت خلالها مناطق القطاع كافة للقصف الصهيوني، أمس، وفي الساعات الأخيرة قوبلت التطورات المتلاحقة المفاجئة بالاحتواء بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية؛ فهل هي تمهيد لتهدئة أم توطئة لحرب جديدة على القطاع. شهيد فلسطيني في غارات صهيونية على غزة القدسالمحتلة: (الشروق) – وفي التفاصيل استشهد فلسطيني، وأصيب ستة آخرين، جراء شن طائرات الاحتلال الصهيوني سلسلة غارات عنيفة على أهداف متفرقة في قطاع غزة، حيث أن القصف كان عنيفًا وأحدث دوي انفجارات ضخمة. وقالت وزارة الصحة إن ناجي جمال الزعانين استشهد بقصف للاحتلال شمال قطاع غزة، بينما أصيب ستة فلسطينيين جراء القصف الصهيوني في رفح جنوبي القطاع، ومنطقة دير البلح وسط القطاع. قال مراسل «الشروق في فلسطين إن طائرات حربية صهيونية استهدفت موقع «أبو جراد» جنوب مدينة غزة بعدة صواريخ، وموقع «الواحة» غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وأشار إلى أن الطيران الحربي أغار على موقع للمقاومة في حي الزيتون وسط مدينة غزة، وأرض زراعية في منطقة الزنة ببلدة بني سهيلا في مدينة خانيونس شمال القطاع. وأوضح مصدر فلسطيني ل»الشروق» أن طائرات حربية عاودت الإغارة على موقع للمقاومة في حي «تل السلطان» غربي مدينة رفح وأرض زراعية بمحيطها، وموقع لجهاز الأمن الوطني قرب بحر رفح. وبينت أن القصف طال أيضًا موقعاً للمقاومة في مدينة دير البلح وسط القطاع. من جهةٍ أخرى أعلن المتحدث باسم الاحتلال مهاجمة الجيش مجموعة مقاومين بزعم محاولتهم إطلاق صواريخ. وفي السياق، قالت وسائل إعلام صهيونية إنه تقرر تعطيل الدراسة في مدينة بئر السبع المحتلة، وتجمع مستوطنات ساحل عسقلان و»أشكول» عقب الأحداث الجارية. وفي متأخر من مساء أمس، تم احتواء الموقف ووقف التدهور ومنع التصعيد، كشفت مصادر متعددة رفيعة المستوى أن الوفد الأمني المصري استطاع خلال الساعات الأخيرة تكثيف اتصالاته بجميع الأطراف لوقف التصعيد الصهيوني على غزة. وأكدت المصادر أن الوفد الأمني المصري الذي يترأسه اللواء أيمن بديع وكيل المخابرات العامة المصرية ويضم في عضويته العميد احمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات وآخرين بذلوا جهودا كبيرة منذ ساعات الفجر من أجل إعادة الهدوء لقطاع غزة ووقف التصعيد بعد إطلاق الصواريخ على بئر السبع. وأكدت المصادر أن اتصالات واسعة جرت مع قيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى؛ بالإضافة إلي اتصالات موسعه علي أعلي مستوي مع المسؤولين السياسيين والأمنيين وجيش الاحتلال لمنع وقوع تصعيد وتهدئة الأوضاع الميدانية. وفي السياق قالت وسائل إعلام عبرية أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ألغي زيارته إلى رام الله، وغزة، ولن يصل اليوم الخميس كما هو مقرر. وحول تحليل الموقف في القطاع، قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس: «ما نستطيع الجزم به أن الفصائل الفلسطينية في القطاع ليست معنية بالحرب؛ أنها ليست نزهة وسعت يوم أمس مع الوفد المصري إلى التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل». وأضاف أن الفصائل الفلسطينية لم تعلن عن عدم مسئوليتها عن إطلاق الصاروخ من القطاع». مؤكدا أن فصائل المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا شنت قوات الاحتلال عدوان على غزة. بدورها شددت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أنها جاهزةٌ للتصدي لاعتداءات الاحتلال، موضحةً أنها حين تقوم بذلك لا تختبئ خلف أي ستار، بل تعلن ذلك بوضوح في إطار مسئوليتها الوطنية، و»ستبقى بندقيتنا الدرع الحامي لشعبنا، وسيبقى سلاحنا مشرعاً في وجه عدونا». وقالت: «شعبنا لا يزال يخوض معركته بكل قوةٍ واقتدار عبر فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار»، مؤكدةً أنها تقف مع أبناء شعبنا الذين يخرجون أسبوعيًا وفي كل الفعاليات الجماهيرية لتحقيق مطالبهم بنيل حريتهم والعودة إلى وطنهم. ونبهت الفصائل إلى أنها تتصدى لكل محاولات الاحتلال لحرف المسار الجماهيري لمسيرات العودة عبر تثبيت قواعد اشتباكٍ رادعةٍ معه.