لأن المستحيل ليس تونسيا ولان الرياضات الفردية عادة ما تدخل الفرحة على التونسيين في وقت عجزت فيه كرة القدم بملياراتها على عن بعث ولو جرعة تفاؤل... رياضة التنس في تونس ما انفكت تحقق الانجاز تلو الاخر رغم غياب الدعم، فكم من ارقام قياسية وانجازات تاريخية لهذه الرياضة في مختلف الدورات القارية والعالمية مما يؤكد ان رياضة التنس في بلادنا تسير على الخطى الصحيح بفضل عزيمة الشبان والشابات على بلوغ اعلى المراتب. فالجميع يعرف قيمة مالك الجزيري عالميا بعد ان دخل نادي الكبار، واليوم وعلى خطاه صنعت الشابة أنس جابر ما كان في اعتقادنا مستحيلا، اذ تأهلت أمس إلى نهائي كأس ‹›الكرملين›› بروسيا بعد ان اطاحت بأناستازيا سيفاستوفا المصنفة 11 عالميا بمجموعتين مقابل واحدة (6 - 3) و(3 - 6) و(6 - 3). وبذلك ثأرت بطلتنا من سيفاستوفا التي كانت قد هزمتها في بطولة شارلستون الأمريكية عام 2017 بصعوبة. ومن شأن هذا الإنجاز ان يمنح أنس جابر قفزة كبيرة في ترتيب اللاعبات المحترفات وهي التي قفزت إلى المركز 71 عالميا، أي صعدت منذ بداية مشاركتها في كأس الكرملين 30 مركزا، حيث كانت تحتل المرتبة 101 عالميا، قبل انطلاق البطولة واكيد ان عبورها امس الى النهائي سيثري رصيدها من النقاط لتتقدم اكثر في التصنيف العالمي. 2011... الكشف عن موهبة صاعدة يمكن القول ان أنس جابر ابنة قصر هلال كشفت عن مواهبها الحقيقية منذ صغرها وبالتحديد في جوان 2011، عندما شاركت في دورة رولان غاروس الفرنسية، ثاني البطولات الأربع الكبرى وكانت ضمن صنف الاواسط عندما كان عمرها لا يتعدى 17 سنة فقط وتوجت باللقب يوم 5 جوان من تلك السنة بفوزها في الدور النهائي على اللاعبة مونيكا بوينغ وبذلك تكون اول لاعبة افريقية تحرز لقب هذه الدورة العالمية. وكانت انس جابر قد تأهلت للدور النهائي لنفس الدورة أواسط عام 2010، لكنها خسرت أمام اللاعبة الأوكرانية إلينا سفيتولينا (6 - 2، و7 - 5)، وهي بطلة افريقيا للأقل من 16 سنة. مسيرة بين التعثّر والاصرار شاركت أنس جابر في عدة بطولات عالمية ودولية منها بطولة أندريزيو بيثيون الفرنسية عام 2013، ولكنها خرجت من الدور الثاني، كما خاضت بطولة «غران بري» وخرجت من الدور الأول، ثم غادرت بطولة الدوحة من الدور الاول ولعبت بطولة المرسى الدولية عام 2013، وخرجت من الدور الثاني. وقد استطاعت تحقيق أولى ألقابها في ذلك العام بحصولها على بطولة تونس الدولية بعدما فازت على الاسبانية سارة تورمو وبعدها شاركت في بطولة جيفو اليابانية وخرجت من الدور الثاني ثم استطاعت بعد ذلك تحقيق لقبين متتاليين وهما بطولتى فوكوكا وكورومي في اليابان. ثم شاركت بعد ذلك في بطولة ويمبلدون لكنها خرجت من ملحق التصفيات، وعادت بعدها إلى بطولة واترلو الكندية لكنها خرجت من نصف النهائي قبل ان تشارك في بطولة كونترسيفل الفرنسية وخرجت من الدور الأول. وفي جولة الاتحاد الدولي للتنس عام 2010 فازت أونس جابر فرديا في دورة أنطاليا بتركيا ، ووصلت للدور النهائي في دورة المنستير الدولية عام 2009. وتحصلت على كأس الدورة الدولية بالدار البيضاء 2010 في صنف الفردي. كما أحرزت يوم 28 أفريل 2013 على لقب دورة تونس المفتوحة للسيدات. أفاق جديدة لبطلة قادمة على مهل ان تفوز أنس جابر في دورة الكرملين بروسيا على لاعبات مصنفات افضل منهما بعد ان اطاحت في ربع النهائي بالمصنفة 21 عالميا، الإستونية أنيت كونتافيت ثم في نصف النهائي على حساب أناستازيا سيفاستوفا المصنفة 11 عالميا، فن ذلك يعني ان بطلتنا تسير على الطريق الصحيح وهي قادرة على مقارعة الكبار مهما كانت الاسماء في عالم الكرة الصفراء، واكيد ان هذا الانجاز سيفتح افاقا ارحب للاعبتنا من اجل تقديم المزيد من النجاحات لتجني ثمار جهد سنوات من العمل في صمت.