قضت قوة من الحرس الوطني الثلاثاء الماضي على سبعة من أخطر الإرهابيين في تونس. إرهابيون ذبحوا ونكلوا بجنود تونس في الشعانبي وخططوا لقتل المئات من التونسيين. مقتل هؤلاء الإرهابيين خاصة منهم كمال القضقاضي المتهم الأول بقتل شكري بلعيد أثار ردود فعل كبيرة فيها من رحب وفرح لأن البلاد تخلصت من عناصر خطيرة للغاية واعتبر أن ما تحقق نصر كبير لكن في المقابل هناك من شكك في العملية الأمنية برمتها وأطلق العنان لخياله ووصل التشكيك بالبعض إلى حد القول بأن ما جرى مسرحية حبكتها وزارة الداخلية لدعم رئيس الحكومة الجديد وتبرير بقاء بن جدو على رأس الوزارة. هكذا فاجأ إرهابيّ سابع وحدة الحرس من بناية مجاورة وهكذا قضت عليه طلائع مقاومة الإرهاب هذا الطرح حزّ في أنفس العديد من الأمنيين خاصة منهم من شارك في عملية رواد. هؤلاء كانوا ينتظرون دعما معنويا من شعب يقولون إنهم مستعدون للموت دفاعا عنه وعن تونس. وفي هذا الصدد أفادتنا مصادر أمنية أن المؤسسة الأمنية ضربت واستغلّت قبل وبعد 14 جانفي 2011. مضيفة أن هذه المؤسسة مازالت «لحمة طرية» وأن أحزابا سياسية بصدد تصفية حساباتها على حسابها إلى حد الساعة. وقد أكدت مصادرنا الأمنية أن هناك عملية قذرة يقودها بعض السياسيين والإعلاميين لتوظيف واقعة رواد واعتبرت مصادرنا أن التعامل الإعلامي مع ما جرى في رواد كان «قاتلا» و«غير دقيق». حقيقة ما جرى في رواد وشدّدت مصادرنا الأمنية على أن عملية رواد كانت عملية استخباراتية ولم تكن بمحض الصدفة وان قوات الأمن راقبت المنزل لمدة تقارب الشهر والنصف. و بيّنت مصادرنا أن اختيار توقيت المداهمة كان بناء على معلومات تفيد أن عدة عناصر تجمعت داخل المنزل وان قوات الحرس الوطني لم تشأ تفويت هذه الفرصة وكان الهدف من مداهمة المنزل في غفلة من الإرهابيين هو القبض عليهم أحياء. لو أردنا قتل الإرهابيين على الفور لاستعملنا أسلحة تخترق الجدران وقالت مصادرنا إنّ قوات الأمن تحركت باتجاه منطقة رواد بغية المباغتة. وأنها عند وصولها أرادت استغلال عنصر المفاجأة وانه ما إن بدأ عون الحرس عاطف الجبري بتركيز السلالم قصد التسلل إلى المنزل عبر السطح حتى أطلق عليه الإرهابيون الرصاص وأردوه قتيلا على الفور. اثر ذلك تضيف مصادرنا أيقنت قوات الحرس الوطني أن المجموعة الموجودة في المنزل مسلحة وان عددها يفوق الثلاثة أشخاص وانه كان على القائد الميداني للعملية أن يتخذ القرار في شأن كيفية التعامل مع الإرهابيين. وشددت مصادرنا على التأكيد على أن العملية الأمنية عندما تبدأ يصبح القرار ميدانيا. وقالت مصادرنا إن قوات الحرس الوطني بادرت بالتفاوض مع الإرهابيين ودعتهم إلى الإستسلام لكنهم رفضوا وأطلقوا النار باتجاه الأعوان الذين كانوا متمركزين في محيط المنزل على شاكلة أحزمة أمنية. وأكدت مصادرنا أن تبادل إطلاق النار تواصل لساعات سمعوا بعدها احد الإرهابيين يصيح ويقول أن لديهم مصابا ويدعو قوات الأمن إلى الدخول إلى المنزل لحمله وإنقاذه من الموت. وبالفعل أرادت قوات الأمن التأكد من جدية الإرهابيين في الإستسلام وأرسلت «ناب» (كلب مختص في كشف المتفجرات) وبمجرد تجاوز الكلب عتبة المنزل انفجر.وتبين أن كامل المنزل ملغم وان دعوة قوات الأمن إلى الدخول كان خدعة لاستدراجهم إلى الموت. هنا تضيف مصادرنا كان بإمكان الأمنيين تفجير المنزل برمته والقضاء على كل من كان بداخله في أقل من نصف ساعة لكن الهدف الأولي كان إلقاء القبض على الإرهابيين أحياء. وبينت مصادرنا أن القيادة الميدانية للعملية فضلت مواصلة التفاوض والصبر لعلهم يستسلمون ووقع إرسال «ناب» ثان لاستكشاف المنزل لكن الإرهابيين تفطنوا لدخوله وأطلقوا عليه النار مما اضطره إلى القفز من النافذة ونجا بأعجوبة. وتقول مصادرنا الأمنية انه بعد هروب «الناب» تواصل إطلاق النار مدة ثم توقف برهة لتفاجأ قوات الحرس الوطني بخروج احد الإرهابيين راكضا باتجاههم حاملا حزاما ناسفا أراد تفجيره وسطهم لكنهم بمجرد ملاحظتهم لوجود الحزام الناسف أطلقوا عليه الرصاص وأردوه قتيلا. وإجابة على تساؤلنا بخصوص عدم استعمال الغاز المسيل للدموع لخنق الإرهابيين وإرغامهم على الخروج للقبض عليهم أحياء أكدت مصادرنا أن المنزل كان به العديد من الشبابيك وأن أي استعمال للغاز كان سيستغل من طرف الإرهابيين كمظلة للهروب أو المباغتة. هذا هو الفرق بين عمليتي «روّاد» و«الوردية» وأكدت مصادرنا أن الإرهابيين استعملوا أسلحة رشاشة و«قرينات» (قنابل يدوية الصنع) ورفضوا الإستسلام. وكانوا ينتظرون دعما آتيا من بناية مجاورة تسلل إليها الطرف السابع الذي أطلق النار باتجاه قوات الحرس الوطني المتمركزة أمام المنزل وذلك بهدف تشتيت انتباههم ليتمكن الإرهابيون من الهروب لكن قوة من طلائع مقاومة الإرهاب حاصرته على الفور وتمكنت من القضاء عليه ووجدت لديه رشاش كلاشنيكوف اتضح انه سلاح احد الجنود الذين ذبحوا في جبل الشعانبي. إلى حد الآن تؤكد مصادرنا أن قوات الحرس الوطني لم يتضح لها بعد وجود كمال القضقاضي ضمن المجموعة الإرهابية المتواجدة داخل المنزل.لكن وفي حدود الساعة السادسة من مساء يوم الاثنين الماضي رصدت مكالمة هاتفية له مع احد الأشخاص (رفضت مصادرنا الإفصاح عن هويته) قال فيها القضقاضي «قوات الطاغوت تحاصرنا ادع لنا بالشهادة ورد بالك على الوالد». هنا أكدت مصادرنا انه لو كانت قوات الحرس الوطني تعلم أن القضقاضي داخل المنزل منذ الوهلة الأولى لاختلفت الخطة الأمنية تماما. وتضيف مصادرنا أنه بمرور الساعات وبناء على المقاومة الشديدة التي أبداها الارهابيون تأكدت قوات الحرس الوطني وقوات الأمن المشاركة في العملية أن المجموعة التي يتعاملون معها على درجة عالية من التدريب واليقظة وأنها لا تنوي الاستسلام وتيقنوا أنهم أمام انتحاريين سيما بعد هجوم احدهم على قوات الحرس الوطني قصد تفجير نفسه وسطهم. وأكدت مصادرنا أن قوات الحرس الوطني استنفدت جميع الحلول الممكنة للقبض على الإرهابيين أحياء لكنهم كانوا يريدون ربح الوقت في انتظار الدعم أو قيام خلية أخرى بعملية إرهابية تشتت قوى الأمن وأشارت مصادرنا إلى أن ليلة الاثنين شهدت هجوما على أحد مراكز الأمن في القصرين بالإضافة إلى تحرك الإرهابيين بالشعانبي. وبيّنت مصادرنا انه لو أرادت قوات الحرس الوطني التي قامت بعملية رواد قتل الإرهابيين على الفور لاستعملت أسلحة بإمكانها رجّ المنزل وثقب جدرانه وقتل من وراءها لكن الهدف الأساسي كان القبض على الإرهابيين أحياء. واستغربت مصادرنا تصريحا على إحدى القنوات التلفزية جاء فيه إن الإرهابيين خرجوا من المنزل رافعين أيديهم إلى الأعلى لكن قوات الأمن أطلقت عليهم النار واعتبرت مصادرنا هذا التصريح تحريضا للخلايا النائمة على الانتقام من قوات الأمن. وأكدت مصادرنا أن عناصر قوات الحرس الوطني والأمن ليسوا مرتزقة للقيام بهذه الفعلة. واعتبرت مصادرنا أن كل الإنتقادات وموجة التشكيك في عملية رواد هي طريقة ممنهجة لضرب معنويات قوات الأمن بمختلف فروعها قصد خدمة الإرهاب. وبينت مصادرنا أن هناك تسجيلات مصورة لعمليات تبادل إطلاق النار وكامل تفاصيل العملية. وأشارت مصادرنا إلى أن فرقة الحرس الوطني التي قامت بعملية رواد هي نفسها التي نفذت عملية الوردية لكن الفرق الوحيد بين العمليتين هو أن الإرهابيين الذين ألقي عليهم القبض في الوردية لم يكونوا بنفس قوة وحرفية الخلية التي قضي عليها في روّاد ذلك أن المجموعة الإرهابية التي تمركزت في رواد كانت تضم رؤوس الإرهاب في تونس ومن بينها كمال القضقاضي وخبير في المتفجرات هو من قام بكل عمليات التفخيخ في الشعانبي وهو كذلك من فخخ السيارة التي انفجرت في حلق الوادي. وأضافت مصادرنا انه وبعد قرابة 20 ساعة من الكرّ والفرّ والمفاوضات وإطلاق النار ومحاولات المباغتة بين الأمنيين والإرهابيين انتهت عملية رواد بمقتل الارهابيين السبعة واستشهاد عون حرس وإصابة 4 أعوان بجروح متفاوتة منها إصابة على مستوى الإبهام وجرح في الوجه بالإضافة إلى إصابة أذن أحد الأعوان بارتجاج نتيجة انفجار إحدى القنابل اليدوية التي ألقاها الإرهابيون بالقرب منه. وأكدت مصادرنا ان القوات التي ساهمت في عملية رواد هي من أكفء العناصر الأمنية في البلاد وأنها مصنفة في المرتبة الثالثة عالميا. وأفادت مصادرنا أن قوات الأمن قامت بعديد المداهمات في مختلف أنحاء البلاد وان العديد من هذه العمليات لم تسفر عن أية نتائج لأن المنازل المداهمة كانت خالية أو مخازن فقط أو مكتراة للتمويه. أما في ما يتعلق بعدم انفجار الأحزمة الناسفة عندما أطلق الأعوان النار باتجاه حامليها فقد أكدت مصادرنا أن محتوى هذه الأحزمة لا ينفجر إلا عندما يطلق الصاعق الذي يشغل المفجر بها. وطالبت مصادرنا بتعامل إعلامي حرفي ووطني مع المعلومة الأمنية مشيرة إلى أن كل ما نشر وقيل سيما بخصوص عملية رواد يعتبر عامل إحباط ووجهت مصادرنا نداء إلى مختلف مكونات المجتمع المدني والنقابات الأمنية بالقيام بورشات عمل لبعث إستراتيجية وطنية للحماية من الإرهاب وكيفية التعامل مع المعلومة الأمنية..و بينت مصادرنا أن الإرهاب هو نتاج العديد من العوامل أولها التجارة الموازية والتهريب وان كل مكونات المجتمع معنية بمقاومته والقضاء عليه.