بنزرت (الشروق) شدد ناجي جلول رئيس المركز التونسي للدراسات الإستراتيجية للشروق في اليوم الثاني (الأحد) من تظاهرة ملتقى البحر الذي يعالج موضوع الاقتصاد الأزرق بأحد الفضاءات السياحية ببنزرت ان المطلوب منوال اقتصادي جديد يستغل كل موارد الطبيعية نحو عودة تونس بلاد ثروة وبموارد بشرية متميزة وفق تعبيره، معتبرا ان عديد المؤشرات تشير إلى أننا متجهون إلى أزمة غذائية. كما لاحظ بالمناسبة الى ان من أهداف الملتقى الإقليمي والتونسي وايضا المتوسطي معالجة إشكاليات تلون البحر المتوسط الى أحمر حيث ان الهجرة غير الشرعية والتنقل عبر قوارب الموت والتلوث ابرز المشاكل، مضيفا في ذات الاتجاه ان الاستثمار في البحر و الصحراء يشكلان مستقبل تونس في إطار استراتجيات وطنية يرصدها المركز على مدار عقود . وذهب محدثنا الى أن الحاجة اليوم اكيدة الى منوال تنمية واقتصاد جديد يستغل موقع تونس ومواردها الطبيعية الكبرى نحو العودة بها إلى بلد منتج للثروة والخيرات وفق تعبيره. أخطار كبيرة ومن جانبه شدد رياض المؤخر وزير الشؤون المحلية والبيئة في كلمته على موعد بنزرت للاقتصاد الازرق كعنوان دولي بارز لدق ناقوس الخطر بشأن ما يشهده البحر المتوسط من ضغوطات هامة على المستوى العمراني والسياحي (حوالي 200 مليون سائح سنويا) وتلوث صناعي و كوارث بحرية طارئة (حوالي 300 مليون طن من المواد البترولية والمواد الكيميائية الخطرة تمر عبر التوسط) مشددا على الأهمية البالغة التي توليها تونس للتعاون مع بقية بلدان الحوض الاورو متوسطي قصد إكساب الجهود المبذولة على الصعيد الوطني لمجابهة مخاطر تدهور البيئة البحرية مزيدا من النجاعة، من خلال المصادقة على الاتفاقات الدولية و الإقليمية الخاصة بالبيئة البحرية والساحلية وبالتنوع البيولوجي وبحماية الأصناف البرية و البحرية و منها اتفاقية التنوع البيولوجي المنبثقة عن قمة الأرض الأولى سنة 1992 واتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط من التلوث والبروتوكولات المنبثقة عنها ،في انتظار استكمال إجراءات المصادقة على بروتوكول التدبير المندمج للشريط الساحلي (GIZC) مبرزا في ذات السياق موقع تونس المتميز بالمتوسط في مجال النقل البحري من خلال تامينها، عبر 7 موني تجارية و34 خطا بحريا قاراو، نقل 30 مليون طن من السلع و720 ألف مسافر و300 ألف سيارة سنويا، كما أن عدد المؤسسات الناشطة في مجالات النقل البحري يفوق 500 مؤسسة توفر ما لا يقل عن 6 آلاف موطن شغل مباشر،وتوفير الموانئ الترفيهية لحوالي 3 آلاف حلقة تتوزع على 10 مواني تغطي كامل الشريط الساحلي من طبرقة إلى جربة لكن كل هذه العناصر، على أهميتها الاقتصادية والاجتماعية و الدور الذي يمكن أن تلعبه في تطوير الاقتصاد الأزرق، تساهم في هشاشة الشريط الساحلي والوسط البحري الذي طرأت عليه بعض التغيرات السلبية التي تمثلت في ظاهرة السوحلة التي تسببت في تدهور عدة منظومات إيكولوجية ومناطق رطبة وفي تفاقم الانجراف البحري الذي ازدادت حدتها بمفعول التغيرات المناخية، وفق تعبيره . مشاريع بينما عدد والي بنزرت محمد قويدر ابرز المشاريع التنموية والبيئية المرتبطة بالبحر والمياه على غرار برنامج ازالة التلوث من بحيرة بنزرت بقيمة 270 م د ومشروع حماية شاطئ رفراف من الانجراف البحري بقيمة 18 م د ودراسة مشروع حماية الكورنيش ببنزرت وشاطئ مامي براس الجبل وغيرها . داعيا منظمة الاتحاد من اجل المتوسط لتنظيم جلسته ولقائه العام المرتقب بداية السنة المقبلة بمدينة بنزرت. وشدد ميقال قارسيا هيرايز الكاتب العام المساعد للاتحاد من اجل المتوسط على اهمية المبادرة التونسية في تنظيم المنتدى واصفا اياها بالخطوات الطموحة الواجب تدعبمها ومؤكدا على اهمية التركيز على التخصص في مجالات الاقتصاد الازرق نظرا لصبغتها المتشعبة ومن الضروري التحكم في اشكاليات القطاع ككل عبر حسن الحوكمة والتفكير بطريقة ذات بعد شمولي وهو ما يعمل عليه الاتحاد وفق قوله. تضامن دولي بينما عدد الاميرال كمال العكروت مستشار الأمن القومي لدى رئيس الجمهورية التحديات الكثيرة التي يعرفها المتوسط وضرورة دعم المبادرات الاقليمية والتعاون الدولي الجاد والناجع للحد منها. وكان سعادة سفير فرنسابتونس السيد اوليفيي بوافر دارفور شدد على اهمية النسخة الاولى لمنتدى بنزرت كخاتمة جدية لفعاليات الموسم الازرق الذي اشترك فيه ما لا يقل عن 8000 فرد من جميع الفئات والهياكل بمجموع اكثر من 150 نشاطا. محييا رئاسة الجمهورية ومعهد الدراسات الاستراتيجي وايضا السلطات الجهوية والبلدية ببنزرت والاتحاد من اجل المتوسط والاتحاد الاوروبي والسفارة الفرنسية بتونس وبقية المساهمين في وضع اللبنة الاولى لمنتدى سيجعل من بنزرت دافوس المجال البحري.