يَتزيّن اليوم ملعب رادس باللّونين الأصفر والأحمر نُصرة لشيخ المُحترفين وسفير التونسيين في صِراعه السّاخن أمام الأنغوليين في إطار إيّاب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال وهي الحُلم الغَالي لكلّ «المكشخين» المُتعاهدين على حبّ الجمعية من أيّام الزواوي وزويتن إلى عَصر المدب الذي يُريد القبض على الكأس الافريقية لتكون الفرحة فَرحتين: الأولى بالمائوية والثَانية بالزّعامة القَارية ومَعها تأشيرة مَضمونة للمونديال تَماما كما حَصل عام 2011 في اليَابان. أهمية الرّهان ستحكم على الترجيين بالنّهوض بَاكرا على رأي خالد بن يحيى الذي سَيُخيّم طَيفه على ميدان رادس حيث ستكون القيادة هذه المرّة لمعين الشعباني وهو حَامل المِشعل والآمال بعد الانفصال عن المدرب الأوّل دون ضَجيج ليقين الجميع بأن العِبرة تَكمن في قَهر «غُرّة أوت» والعُبور إلى «الفينال» لا في الأسماء التي سَتصنع فرحة «المكشخين» من ربط الحَلفاوين إلى بن قردان. اليوم سيلعب مُعين الشّعباني دَور «البَاشا» لا «التّلميذ» سِلاحه في ذلك خِبرة السّنين التي قَضّاها بجانب أشهر المُدربين وخاصّة تلك التي عاشها في الميادين الشاهدة على اللّقاء «المَجنون» أمام هلال «أمّ درمان» عام 2005. في ذلك اليوم العَالق في أذهان «المكشخين» كان معين من أهمّ الأبطال الذين قلبوا الطّاولة على السودانيين بعد شَنّ عاصفة هجومية أفرزت خمسة أهداف في ظرف عشرين دقيقة وسط ذهول الجميع خاصّة أن منافس الترجي في الكأس الافريقية كان مُتقدّما بثلاثية كاملة (ثنائية في السّودان وهدف في تونس). ومن المؤكد أن تلك الرّوح العَالية والرّافضة للإنهزامية هي السّلاح الفَتّاك الذي سيضعه معين بين أيدي اللاّعبين المُطالبين بالقِتال في الميدان لتَحقيق الأماني والعُبور بالجمعية إلى «الفِينال» بعد تسجيل هدفين اثنين في شِباك الأنغوليين وهذا ليس بالمُستحيل على فريق له باع وذراع في قلب «الأطراح» بدعم من الأحبّاء الذين سَيُشعلون اليوم الأجواء ويُلهبون حماس «الكوارجية» لإعادة الضُّيوف إلى حَجمهم الطبيعي بعد أن «سرقوا» في لقاء «لواندا» هدفا مُوجعا في الثمانين مع اقصاء «الكَابتن» شمّام في التسعين. الترجي لن يُراهن على روح المُحاربين ودعم المحبين فحسب بل أنه يُعوّل كذلك على التحويرات الفنية التي من المفروض أن يقوم بها الشعباني ومن معه من مساعدين أملا في تعديل الأوتار وتَحرير الأقدام المُكبّلة في الفترة الأخيرة بحجّة العُقم التكتيكي الذي اتّسمت به خيارات بن يحيى وتبدو مسؤولية اللاعبين ثقيلة ل»يُبيّضوا» وجه الشعباني والمدب ويؤكدوا أن الداء يكمن فعلا في توجّهات خالد المشكور على كلّ ما قدّمه للنادي خاصّة أنّه غادره وهو في المُربّع الذهبي وعلى بعد شوط واحد من «الفينال» وهذه شَهادة حقّ في رجل أعطى الكثير لشيخ الأندية وللكرة التونسية عُموما. الكُرة ستكون في ملعب أبناء الشّعباني في سَبيل اسعاد الحشود الجماهيرية القادمة من كلّ فجّ عميق لتشهد هذه اللّحظة الفاصلة التي سيعيشها 40 ألف «مكشّخ» في «الفيراج» وسَتحبس هذه المواجهة الحاسمة أيضا أنفاس الآلاف وربّما الملايين من الترجيين المُرابطين أمام التلفزات وفاءً للأزياء الذهبية التي اخترق عشقها كلّ الحدود الترابية والبحرية بعد أن احتلّت البيوت التونسية من الشمال إلى الجنوب واستولت أيضا على قلوب أبنائنا في المَهجر حتّى أنّ شقّا منهم سيتأتون خصّيصا إلى رادس لحضور هذا الموعد الكبير. وسيكون من المُؤسف أن «يَخذل» الفريق أنصاره الحَاضرين على عين المكان وخاصّة هؤلاء الذين يعشقون الجمعية في المناطق الداخلية والجهات المَنسية دون أن يَعرفوا رادس ولا الحديقة ودون أن يَلتقوا يَوما بالشّعباني والمدب وبالنّور... وَهُنا يَكمن التفرّد في هذه الظّاهرة الكروية العَابرة للحدود والتي تَتأهب للدّخول في «نادي المُعمّرين». البرنامج رابطة أبطال افريقيا (إيّاب الدّور نصف النهائي) في رادس (س17): الترجي الرياضي التونسي غرّة أوت الأنغولي (الحكم الزمبي جَاني سيكازوي) نتيجة الذهاب: ( 1 / 0 لفائدة غرّة أوت)