هُناك في موطن «فلافيو» و»جيلبرتو» و»مَانوتشو»... وغيرهم من «النّجوم» الأنغولية التي سطعت في سماء الكرة الافريقية والعَالمية، يَصطدم شيخ الأندية التونسية وزَعيمها لكلّ الأوقات ب»غرّة أوت» في نِطاق ذهاب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال وهي المَطلب الأوّل للعائلة الترجية المُمتدّة من بنزرت إلى بن قردان. وهُناك على ساحل المحيط الأطلسي يُخطّط الترجي لقهر «غرّة أوت» في عقر داره وعلى مرأى ومسمع جماهيره التي ستحتشد بالآلاف «طَمعا» في جرح كبرياء سفير تونس الذي تتكلّم كل بُقعة من بقاع افريقيا عن انتصاراته و»غَزواته» التي كانت إحداها في أنغولا وأمام «غرّة أوت» بالذّات. حَدث ذلك منذ عشرين عاما في أنغولا التي رَفع فيها فريق «الدّم والذّهب» كأسا افريقية غالية وعَصية عن النسيان خاصّة أن ذلك الانجاز جاء بجُهد ودُموع الرّجال وفيهم الحمروني والتلمساني والجعايدي والمليتي وبصفة خاصّة البطل شكري الواعر الذي تصدّى لضربة جزاء «تاريخية» بكلّ المقاييس لأنّها كانت «مَصيرية» ولأنها كانت أيضا «وَهمية» ومن صُنع الحكم الذي حَاول عبثا «سَرقة» اللّقب من الترجيين. تلك المُواجهة الافريقية على أقدميتها مازالت تُشكّل «مَرجعية» مُهمّة للعائلة الترجية المُؤمنة بأن التاريخ قد يُكرّر اليوم نفسه وقد ينجح فريق بن يحيى في إعادة «غرّة أوت» إلى حجمه الطبيعي بعد أن «نَفش ريشه» وتعاظمت أطماعه لتوهّمه بأن الطريق إلى «الفينال» أصبح سالكا خاصة أنه أطاح بالأمس ب»العملاق» الكونغولي «مازمبي» الذي تَهابه افريقيا بأسرها حتّى وهو في أتعس الحَالات. ويدرك بن يحيى أن المنافس الأنغولي يعرف انتعاشة معنوية كبيرة ويعيش على وقع «ثَورة» كروية «عَظيمة» بعد بلوغه المربّع الذهبي لرابطة الأبطال الافريقية وبناء عليه فقد اتّخذ قائد السّفينة الترجية كلّ الاحتياطات الضَرورية للتعامل مع الخصم بدهاء عال وحَذر شديد هذا طبعا دون «الافراط» في «احترام» و»تَضخيم» الخصم الذي يؤكد الجميع بأنه في مُتناول سفير الكرة التونسية. وقد «أنذر» خالد لاعبيه خَوفا من التورّط في فخّ الاستسهال والظنّ بأن «الفينال» في المكتوب قبل حسم الأمور في الميدان الذي ينزل إليه «الكَوارجية» اليوم بروح الأبطال خاصّة أن التاج الأكبر والأضخم في برّ افريقيا أصبح على مرمى حجر من ساحة «باب سويقة» التي تنتظر اليوم مِثلها مثل كلّ الجهات العاشقة للأزياء الذَهبية خبرا سارا من العاصمة الأنغولية «لواندا». وهذا النبأ السعيد قد يكون في شَكل انتصار باهر يضع الجمعية بنسبة ألف بالمائة في المحطّة الخِتامية وقد يقتصر الأمر على التعادل وهو أيضا «بشرة خير» قبل الفصل الثاني من هذا الصّراع وذلك في رادس الذي «ستحتلّه» الجماهير الترجية يوم 23 أكتوبر لتدفع شيخ الأندية نحو «الفِينال» تماما كما حصل في الجولة الافريقية السّابقة أمام «ليتوال» التي غادرت السباق لِتُحمّل «المكشخين» مسؤولية أثقل بما أن أبناء بن يحيى سيدافعون عن آمال الكرة التونسية في هذه المسابقة القارية التي يطلب أنصار الترجي وِدّها لتكون أفضل «هدية» في عام المائوية وهي حدث تاريخي سَتحتفي به الجماهير الصفراء المُنتشرة من عاصمة الجلاء إلى برج الخضراء. وستكون الفرحة الترجية طبعا مُضاعفة إذا تزامنت المائوية مع التربّع على عرش القارة الافريقية للمرّة الثالثة في تاريخ الفريق الذي أظهر أنه عاقد العزم على استرجاع مجده القاري ومعه لقب «غُول افريقيا». البرنامج: رابطة أبطال افريقيا (ذهاب الدّور نصف النهائي) في لواندا (س17): غرّة أوت الأنغولي - الترجي الرياضي التونسي (الحكم السينغالي ماغيت نداي)