تونس الشروق : فيما أصدر المعهد الوطني لحماية التراث بيانا ذكر فيه انه على اثر الاعتداء الذي قام به عدد من المواطنين بثقب سور الرباطبالمنستير تقدم المعهد بقضية عدلية لتتبع المعتدين أكّد السيد توفيق الرديسي مدير دائرة بالمعهد ونائب الرئيس المدير العام انه لا علم له بتفاصيل هذه الحادثة ولم يصدر اي بيان في الغرض باعتباره نائب الرم ع الموجود حاليا في مهمة خارج البلاد. وقد تعرض سُوَر الرباطبالمنستير وهو مصنف كمعلم أثري الى الإعتداء من طرف عدد من المتساكنين بعد ان احدثوا فيه ثقبا كبيرا على مستوى الجدار من أجل تفادي الفيضانات حسب اعتقادهم وقد تم هذا الإعتداء على اثر الأمطار الغزيرة التي اجتاحت البلاد الأيام الأخيرة في المقابل اكدت بلدية الجهة انها لم تتفطن الى الحادثة الا بعد ان أصبح الثقب بارزا للعيان من الجهة الثانية للسور المطلة على الشارع الرئيسي. وفي اتصالنا بالسيد توفيق الرديسي مدير دائرة بالمعهد الوطني للتراث ونائب الر م ع أكّد للشروق انه علم بالحادثة من احد الأشخاص في حين لم تصل المعهد أية مراسلة من بلدية الجهة على حد تعبيره. وعن البيان الذي اصدره المعهد حول الحادثة وفيه ان المعهد رفع قضية ضد المعتدين وشرعت مصالحه في ترميم السور بعد ان تمت معاينة الاضرار من قبل السلط المختصة أكد انه لا علم له بذلك مضيفا وأن الترميم يتم بعد حضور خبراء ومهندسين للمعاينة ثم يتم رفع قضية وهي من مشمولات قسم النزاعات بالمعهد حسب تصريحه. توفيق الرديسي لم يرد في البداية الحديث في الموضوع وأبدى غضبا شديدا من اتصالنا وقال انه ليس من مشمولاته التنقل الى جهة المنستير ولا علم له بذلك وليعلم الجميع على حد تعبيره. ورباط المنستير يعد من أهم وأقدم الحصون الدفاعية الإسلامية في المغرب العربي وهو من أبرز المعالم في مدينة المنستير مصنف في التراث التونسي والعالمي وقد أسس سنة 796 في عصر الدولة العباسية ثم أدخلت عليه في العهد الوسيط عدّة تحسينات وتغييرات. ويبلغ سمك السور الخارجي لرباط المنستير 1.25م ويبلغ قيس ضلعه من جهة الجنوب الشرقي 32.8 م والعمودي عليه 32.4 م ومن أهم خصائصه المعمارية وجود منارة دائرية الشكل بقي منها البرج الجنوبي الغربي الذي يبلغ قطره 4.60 م. ويعتبر الرباط الذي يعرف أيضا بالقصر الكبير اقدم حصن في المغرب العربي وأحسنها حالة وهو يشتمل على اقدم زخرفة عربية عثر عليها في شمال افريقية وتعود الى سنة 181 هجري.