انعقدت أول أمس بمقر الولاية جلسة عمل باشراف خالد اليونسي كاتب عام الولاية وبحضور ممثلي كل من بلدية المنستير والمندوبية الجهوية للثقافة والمعهد الوطني للتراث والادارة الجهوية للتجهيز وجمعية صيانة مدينة المنستير وكل الاطراف ذات الصلة بالموضوع لتحديد موعد انطلاق الأشغال والنظر في كيفية تنفيذ مشروع صيانة وتهيئة المعالم الاثرية بمدينة المنستير. وقد تم أثناء الجلسة الاتفاق على ان تنطلق الأشغال بداية من غرة مارس القادم على ان تدوم سنة كاملة لإنهاء اشغال الترميم التي خصصت لها اعتمادات بقيمة 525 الف دينار من ميزانية البرنامج الجهوي للتنمية لولاية المنستير لسنة 2012 بهدف صيانة وإصلاح رباط مدينة المنستير وسور المدينة العتيقة وتهيئة صباط عميرة ودار الشرع. كما تم الاتفاق على ان تجتمع لجنة قيادة المشروع مرة كل شهر وهي المتكونة من ممثل عن البلدية وعن المعهد الوطني للتراث وجمعية صيانة مدينة المنستير والمجلس الجهوي للولاية باعتباره الممول للاصلاحات المزمع تنفيذها بالمعالم الاثرية بمدينة المنستير، وان تجتمع اللجنة الجهوية الموسعة والمتكونة للغرض مرة كل شهرين او ان اقتضت الحاجة لمتابعة الاشغال والنظر في كل العراقيل التي من شأنها أن تؤخر إتمام الاشغال في مواعيدها المحددة. وقد تم تحديد 400 ألف دينار لصيانة واصلاح سور المدينة العتيقة الذي يبلغ محيطه 2670 م وبه 8 أبواب، تم انشاؤه في القرن 12 ليكون حصن يؤمن الحماية البحرية لمدينة «روسبينا» القديمة من الخطر الخارجي الا ان التزايد الديمغرافي والعديد من التجاوزات ومخالفات البناء الفوضوي المحاذي للسور من الداخل والخارج اضرت بالطابع المعماري والتاريخي للسور رغم العديد من التدخلات والترميمات السابقة. كما تم رصد 100 الف دينار لصيانة واصلاح رباط المنستير، المعلم التاريخي والاثري الذي مازال شاهدا على حضارة بأكملها، فحين تم تخصيص 17 الف دينار لتهيئة صباط عميرة و8 آلاف دينار لصيانة وتهيئة دار الشرع التي تعد من اهم المنازل القديمة بالمدينة العتيقة. وأكد الحضور على ضرورة وضع خارطة طريق للاصلاحات المزمع تنفيذها بهذه المعالم الاثرية مع الاسراع بتنفيذها بيد عاملة مختصة بهدف المحافظة على القيمة الجمالية والفنية والاثرية لهذه المعالم الأثرية والتاريخية التي تمثل احد رموز ولاية المنستير. كما تم الاتفاق على ضرورة تشريك مكونات المجتمع المدني من خلال جمعية صيانة مدينة المنستير التي ستتولى بمساعدة كل الاطراف ذات الصلة الاشراف على اشغال صيانة وإصلاح رباط المنستير وسور المدينة العتيقة بالاضافة الى تحسيس سكان المدينة العتيقة وخاصة اصحاب المساكن المحاذية للسور على ضرورة احترام المسافات المحدد بينهم وبين السور ليسهل سيلان مياه الامطار ويفسح مجال التهوئة للسور حتى يحافظ على طابعه المعماري والتاريخي.و وجهت الدعوة لبلدية المنستير لتنظيم حركة السير داخل المدينة العتيقة ومنع مرور الشاحنات الثقيلة التي اضرت بالابواب كخطوة اولى الى حين منع جولان السيارات نهائيا في مرحلة ثانية للحفاظ على الطابع الاثري والمعماري للمدينة العتيقة بالاضافة الى تسمية الابواب والتعريف بتاريخ انشائها. كما تم خلال الجلسة الاشارة الى البناء الفوضوي داخل السور وخارجه حيث ارتفعت البناءات وفاقت علو السور مما اضر بالمنظر العام والجمالي للمدينة العتيقة بالاضافة الى الاكشاك والمقاهي الملتصقة بالصور وغياب الصيانة للابواب التي لم يتبقى منها سوى بابين من جملة ثمانية أبواب كانت شاهدة على عظمة البنيان وتاريخ حضارة رومانية ثم اسلامية تركت طابعها الفني المعماري الاصيل.