انعقدت اول امس بمقر الولاية جلسة عمل باشراف خالد اليونسي الكاتب العام وبحضور ممثلي كل من بلدية المنستير والمعهد الوطني للتراث وجمعية صيانة مدينة المنستير وكل الاطراف ذات الصلة بالموضوع لتحديد موعد انطلاق الاشغال والنظر في كيفية تنفيذ مشروع صيانة وتهيئة المعالم الاثرية بمدينة المنستير التي خصصت لها اعتمادات بقيمة 525 الف دينار من ميزانية البرنامج الجهوي للتنمية لولاية المنستير لسنة 2012 بهدف صيانة واصلاح رباط مدينة المنستير وسور المدينة العتيقة وتهيئة صباط عميرة ودار الشرع . وقد اوضح جهاد صيود ممثل المعهد الوطني للتراث ان اشغال الترميم في دار الشرع قد انطلقت وتم توفير المواد الاولية لصيانة صباط عميرة الذي ستنطلق اشغاله قريبا ، في حين تبقى الاستعدادات حثيثة لترميم وصيانة سور المدينة العتيقة ورباط المنستير اللذين تضررا بفعل العوامل الطبيعية والتدخل البشري حيث تم ر صد 400 الف دينار لصيانة واصلاح سور المدينة العتيقة الذي يبلغ محيطه 2670 م وبه 8 ابواب ، تم انشاؤه في القرن 12 ليكون حصنا يؤمن الحماية البحرية لمدينة روسبينا القديمة من الخطر الخارجي الا ان التزايد الديمغرافي والعديد من التجاوزات ومخالفات البناء الفوضوي المحاذي للسور من الداخل والخارج اضرت بالطابع المعماري والتاريخي للسور رغم العديد من التدخلات والترميمات السابقة . كما تم رصد 100 الف دينار لصيانة واصلاح رباط المنستير المعلم التاريخي والاثري الذي مازال شاهدا على حضارة باكملها . واكد الحضور خلال جلسة العمل على ضرورة الاسراع في امضاء الاتفاقية الثلاثية بين المجلس الجهوي والمعهد الوطني للتراث وجمعية صيانة مدينة المنستير التي ستتابع عمليات الصيانة . كما تمت الدعوة الى وضع خارطة طريق للاصلاحات المزمع تنفيذها بهذه المعالم الاثرية مع الاسراع بتنفيذها بيد عاملة مختصة بهدف المحافظة على القيمة الجمالية والفنية والاثرية لهذه المعالم الاثرية والتاريخية التي تمثل احد رموز ولاية المنستير . كما تم الاتفاق على ضرورة تشريك مكونات المجتمع المدني من خلال جمعية صيانة مدينة المنستير التي ستتولى بمساعدة كل الاطراف ذات الصلة الاشراف على اشغال صيانة واصلاح رباط المنستير وسور المدينة العتيقة بالاضافة الى تحسيس سكان المدينة العتيقة وخاصة اصحاب المساكن المحاذية للسور لاحترام المسافات المحددة ليسهل سيلان مياه الامطار ويفسح مجال التهوئة للسور حتى يحافظ على طابعه المعماري والتاريخي .ووجهت الدعوة الى بلدية المنستير بضرورة التفكير في مخطط دائري لتنظيم حركة السير داخل المدينة العتيقة ومنع مرور الشاحنات الثقيلة التي اضرت بالابواب كخطوة اولى الى حين منع جولان السيارات نهائيا في مرحلة ثانية للحفاظ على الطابع الاثري والمعماري للمدينة العتيقة بالاضافة الى تسمية الابواب والتعريف بتاريخ بنائها. كما تمت خلال الجلسة الاشارة الى البناء الفوضوي داخل السور وخارجه حيث ارتفعت البناءات وفاقت علو السور مما اضر بالمنظر العام والجمالي للمدينة العتيقة بالاضافة الى الاكشاك والمقاهي الملتصقة بالسور وغياب الصيانة للابواب التي لم يتبق منها سوى بابين من جملة ثمانية ابواب كانت شاهدة على عظمة البنيان وتاريخ حضارة رومانية ثم اسلامية تركت طابعها الفني المعماري الاصيل . وللاشارة فان الرجة الارضية القوية التي ضربت مدينة المنستير مساء الجمعة وصباح يوم السبت قد اضرت برباط المنستير وألحقت به تصدعا به يستوجب التدخل لاصلاحه وحمايته من السقوط .