تونس (الشروق) تعتزم احدى الشركات الاجنبية (تونسية، مغربية) الانتصاب بمطار طبرقة، لتفكيك الطائرات المستعملة، وقد اثار هذا المشروع مخاوف تتعلق بوجود مخاطر بيئية على المحيط والكائنات الحية، باعتبار ان الطائرات المفككة تحتوي على مواد ضارة بالبيئة منها الاميانت والاورانيوم المنضب وخليط الالمنيوم والبلاستيك وبقايا المحروقات العالقة بالخزانات. واكد المتابعون للشان البيئي انه يجب اتخاذ الاحتياطات الوقائية الصارمة اثناء تفكيك الطائرات وعند التخزين، وانه يجب ان تتم العملية تحت أنظار المختصين حتى لا يتناثر غبار الالمنيوم في الهواء وتتسرب الزيوت الملوثة بالمائدة المائية، مؤكدين ان هذا المشروع قد يؤدي الى اضرار بيئية وصحية كارثية. ويطالب المتابعون للشان البيئي بتحديد موقع مناسب لعملية تفكيك الطائرات حتى لا يكون له انعكاسات جانبية على جودة البيئة بجهة طبرقة خاصة ان المطار قريب من منطقة فلاحية وسياحية ويطل على مناظر طبيعية. من جانبه، أكد آمر مطار طبرقة انيس العزيزي في تصريح ل»الشروق» ان المشروع في طور الدراسة، التي تشرف عليها الادارة العامة لديوان الطيران المدني والمطارات، مضيفا ان المعطيات الاولية تؤكد ان هذا المشروع لا يتضمن مخاطر بيئية وانه اذا ثبت انه سيلحق اي اضرار بيئية بالمحيط والكائنات الحية فان السلطات المعنية ستتخذ الاجراء المناسب. واوضح العزيزي ان المستثمر تونسي وشريكه مغربي، وحاليا مشروع تفكيك السيارات منتصب في المغرب، وان هذا المشروع تحصل على ترخيص من وزارة البيئة وهو في طور الدراسة وسيتم التثبت من جميع المعطيات التقنية والبيئية الخاصة به لتفادي اي اشكاليات. وتابع امر المطار ان هذا المشروع له جدوى اقتصادية وسيخلق ديناميكية على مطار طبرقة، وان هناك مواطن شغل جديدة ستخلق، خاصة ان المستثمر تعهد بانتداب اطارات في مجال ميكانيك السيارات ويد عاملة، وانه سيعود بالمنفعة على جهة طبرقة، وان الهدف منه تفكيك الطائرات القديمة هو بيعها في شكل قطع غيار. من جانبه، اكد والي جندوبة محمد صرفي بوعون في تصريح ل»الشروق» ان كل المشاريع تخضع الى دراسة المؤثرات الجانبية على البيئة والمحيط، مؤكدا ان هذا المشروع لم ينطلق بعد، وان الدراسة لم تكشف عن اي مخاطر بيئية. وتابع الوالي انه يتفهم مخاوف المتساكنين والمتابعين للشان البيئي مضيفا انه اذا وجدت اخلالات بيئية للمشروع فانه سيتم اتخاذ القرارات المناسبة وان هذا المشروع بصدد المتابعة. واكد الوالي ان هذا المشروع سيساهم في تنشيط مطار طبرقة في علاقة بالملاحة الجوية، مؤكدا ان المطار على امتداد 10 سنوات لا يقع استغلاله الا في موسم الحج او خلال العطلة الصيفية رغم انه مطار بمواصفات عالمية. واضاف الوالي ان مشروع تفكيك الطائرات جاء لتثمين المطار، وخلق حركية اقتصادية بجهة طبرقة، مضيفا ان المخاوف من مخاطره البيئية ستؤخذ بعين الاعتبار وان دراسة المشروع هي التي ستحدد ايجابياته وسلبياته وسيتم من خلالها اتخاذ القرارات التي تخدم الجهة والبيئة معا.